شرح المماطلة في علم النفس |
(لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) العبارة البارزة على أغلفة كتبنا المدرسية، وكانت شعاراً لنا للالتزام وعدم التأجيل، وهذا ما هو عكس المماطلة في علم النفس التي سنتحدث عنها في هذا المقال.
تعريف المماطلة في علم النفس
المماطلة هو تأجيل قيامك بواجباتك ومهامك الضرورية والأساسية إلى الوقت الأخير، وذلك في سبيل قضاء وقت أكثر من المتعة والتسلية والاسترخاء، مثلاً (طالب مدرسة يلعب ويلهو طوال النهار مؤجلاً واجبه المدرسي، فيقوم بكتابته في اللحظات الأخيرة من الوقت المحدد ولا يستطيع إنجازه بالشكل الصحيح)، ففي هذا المثال تتوفر الشروط والمعايير الثلاثة التي وضعها علماء النفس لاعتبار التأجيل (مماطلة)، والشروط هي: أن يكون التأجيل مع سبق الإصرار ومُتعمّد دون حاجة ضرورية له، وأن تكون نتائج التأجيل مُضرّة وعكسية، و أخيراً أن يؤدي التأجيل إلى عدم إنجاز المهام في الوقت المناسب، وغالباً ما يُرافق المماطلة القلق والتوتر المصحوبان بالشعور بالذنب وعدم الرضا عن الذات عند اقتراب الموعد المحدد لإنجاز الأعمال، ولكن الغريب هو أن هذه الأحاسيس تدفعه للقيام بالمزيد من المماطلة، وبالطبع المماطلة لها درجات ومستويات، حيث أن هناك مماطلة بسيطة ومقبولة وهناك مماطلة تعتبر مرض مزمن يؤثّر سلباً على حياة الشخص المماطل وحياة من حوله.
ما هي أسباب المماطلة في علم النفس؟
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الشخص إلى المماطلة، نذكر منها:
- الخوف من التعرّض للفشل، فقد يؤدي هذا القلق والتوتر إلى تأجيل البدء في المهام.
- إصابة الشخص بالاكتئاب.
- الغضب وعدم السيطرة على النفس.
- ضعف القدرة على التنظيم وإدارة الوقت بالشكل الصحيح.
- اعتبار المماطلة نهج حياة وأن هذا الاستهتار يؤدي إلى الاسترخاء.
- الإدمان على المخدرات.
- التشتت وعدم وجود الحافز، والأهداف الغير واضحة.
- الشعور بالكمال وأنه يستطيع القيام بالمهام في اللحظات الأخيرة.
- فرض الوالدين القواعد الصارمة على أبنائهم والتعامل معهم بطريقة استبدادية، مما يقف في طريق تطوّرهم ويؤدي إلى قيامهم بالمماطلة.
- البحث المستمر عن المتعة والترفيه وعدم المبالاة بالوقت.
- انعدام الثقة في النفس وعدم احترام الذات.
ما هي أعراض المماطلة في علم النفس؟
هناك بعض الأعراض التي تظهر على الأشخاص المماطلين، منها:
- التردد والتخوّف من القيام بالأشياء الجديدة، لذلك يُفضّل المماطلون البقاء في المنزل لأوقات طويلة.
- عدم الاستقرار وإلقاء اللوم على الآخرين.
- تجنّب المواجهات واتخاذ القرارات الجدّية.
- عدم وجود الأهداف والحوافز.
- القلق والتوتر في اللحظات الأخيرة.
ما هي أضرار المماطلة في علم النفس؟
- يُعيق الإنسان عن اتخاذ القرارات السليمة التي من شأنها النهوض بحياته، ويقف في طريق تطوّره.
- الشعور بالندم الدائم والكثير من المشاعر السلبية الأُخرى التي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية للشخص، وتُعرّضه للكثير من المخاطر، فقد أثبتت بعض التجارب أن المماطلين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مما يُسبب لهم الشعور بالكسل والإرهاق ومشكلات الجهاز الهضمي.
- الشعور الدائم بالإحباط.
- ضعف العلاقات الاجتماعية وتدهورها.
الفرق بين التسويف والمماطلة
يُعتبر التسويف والمماطلة وجهان لعملة واحدة، ولهما نفس المعنى المرتبط بتأجيل الأعمال إلى وقتٍ لاحق، وكلاهما يُعبّر عن استراتيجيات غير مُنتجة تؤدي في النهاية إلى عدم إنجاز المهام وتأخيرها للحظات الأخيرة، مما يؤدي إلى ضعف قدراتنا في إدارة الوقت، والشعور بالضغط النفسي والتوتر، ولا يوجد أي فرق بين المصطلحين في المعنى، وبذلك يمكن استخدام مصطلح التسويف كبديل لمصطلح المماطلة.
ما هو علاج التسويف
يعتبر علاج التسويف أمراً بسيطاً وممكناً بحسب ما تم ذكره في موقع choosingtherapy المختص بالصحة العقليّة:
- قبول الذات والوعي بخطورة التسويف على حياتك.
- البدء بتحديد الأهداف والأولويات و تنظيم الوقت.
- عرض الأهداف والمُخططات على الآخرين، مما يزيد تحفيزك خجلاً من نظرة الناس، فهي تؤثّر في إظهار أفضل ما يمكنك القيام به.
- زيادة القدرات الخاصة بالتركيز، والابتعاد عن كل ما يُشتت الانتباه.
- زيادة الثقة بالنفس والتصميم والصبر.
- مكافأة الذات والاحتفال عند إنجاز المهام وهذا ما يُحفّزك ويُزيد رغبتك في إنجاز المزيد من الأعمال.
- الحصول على دعم المحيطين من الأهل والأصدقاء والأساتذة وأصحاب العمل.
- تهيئة الأجواء المريحة والمُحفّزة للعمل.
- ممارسة تقنيّات و أنواع الرياضات التي تساعدك على الإسترخاء و التركيز.
- استخدام تقنيّة (بومودورو) التي تعتمد على تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وبسيطة لسهولة البدء بالعمل دون الشعور بالتعب والملل، من خلال تحديد وقت للمهمة لا يتجاوز الـ 25 دقيقة ثم أخذ قسطاً من الراحة.
تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.