أشهر معلومات عن الاسكندرية |
غنت لها فيروز واصفة جمالها قائلة "شط اسكندرية يا شط الهوى"، كيف لا وهي العاصمة الثانية لمصر، إليك معلومات عن الإسكندرية لم تكن تعرفها من قبل.
معلومات عن الاسكندرية
مدينة عريقة من أهم وأكبر مدن جمهورية مصر العربية، مرت عليها عدة عصور، جعلتها شامخة لها تاريخ لا يُستهان به، ويوماً بعد يوم تزيد في الازدهار:
تاريخ الاسكندرية
حسب ما جاء في موقع WorldHistory (المتخصص في التاريخ) فإن تأسيس مدينة الإسكندرية كان على يد الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، ليجعلها مركزاً تجارياً ضخماً نظراً لموقعها المميز، إذ صمم لها مُخطط نال إعجاب الكثير من المؤرخين مثل: سترابو، والذي وصفها بشكل مُفصّل فيما بعد، ولأنها مدينة ساحلية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فكانت عروسه التي يود أن تُنافس مدينة أثينا اليونانية في الثقافة.
شهدت الإسكندرية التطور سريع الخطى في عهد الأسرة البطلمية، وكان ذلك في الفترة الزمنية بين 323 إلى 30 قبل الميلاد، بعدما غادرها الإسكندر الأكبر عقب وضعه حجر أساسها، ليكمل مسيرته في بلاد فارس، ويعود إليها عام 323 قبل الميلاد متوفياً ليُدفن في ثراها بأمر من بطليموس الأول، وتولى استكمال بناء الإسكندرية قائد الإسكندر (كليومينيس) في عام 322 قبل الميلاد، حيث قام ببناء المدينة بُناءً على مخطط دينوقراطيس المعماري الذي زعم أنه مخطط الإسكندر، لتصبح الإسكندرية من أشهر المراكز المسيحية آنذاك وتحل محل ممفيس العاصمة القديمة، وكان ذلك في عهد بطليموس الثاني، وظلت الإسكندرية عاصمة مصر لما يقرب من 1000 عام.
واجهت مدينة الاسكندرية العديد من الصراعات الدينية بين اليهودية، العقائد الوثنية والمسيحية، وكان ذلك في القرنين الرابع والخامس، إلى أن استُشهدت (هيباتيا) الفيلسوفة الأفلاطونية الجديدة عام 415 م، فكان لذلك الحدث تأثيراً قوياً، حيث بدأت المواقع الوثنية مثل: معبد سيرابيس، وسيرابيون في التراجع، بالتزامن مع انتهاء عصر البطالمة، في ذلك الوقت اعتنى العلماء والمؤرخون بالمخطوطات التاريخية وقاموا بفهرستها، ولكن لم يكن الوقت مناسباً لصيانة مباني الإسكندرية، إلى أن مرت السنون وغزا العرب المسلمون الإسكندرية في القرن السابع، لتصبح المدينة القديمة بمثابة ذكرى ويبدأ العصر الإسلامي بها حيث تأسيس العاصمة الجديدة بالفسطاط، والتي تم ضمها فيما بعد إلى مدينة القاهرة.
موقع الاسكندرية
يحُد البحر الأبيض المتوسط مدينة الإسكندرية شمالاً، ومن الجنوب تحُدّها بحيرة مريوط، ومن الشرق مدينة البحيرة، أما من الغرب فتُحدها محافظة مطروح وتبلغ مساحة الإسكندرية 2818.77 كم مربع، حسب ما جاء في موقع خريطة مشروعات مصر (المتخصص في مواقع محافظات الجمهورية)، علماً بأن تقسيماتها الإدارية هي:
- مدينة الإسكندرية وهي الكبرى، وتحتوي على الأحياء التالية: حي أول المنتزة، حي ثان المنتزة، حي شرق، حي غرب، حي وسط، حي الجمرك، حي العجمي، حي أول العامرية وحي ثان العامرية.
- مدينة برج العرب.
- مدينة برج العرب الجديدة.
مناخ مدينة الاسكندرية
من أهم ما يميز مدينة الإسكندرية أن مناخها معتدل طوال العام، ففي الشتاء تسطع الشمس الدافئة نهاراً بينما يكون المناخ رطباً بعض الشيء مع هطول الأمطار المتقطعة، أما في فصل الصيف فإن الحرارة لا تكون قاسية، فأجواء المدينة صيفاً مناسبة للقيام بالكثير من الأنشطة الترفيهية، خاصة وأنها تحتوي على العديد من الشواطئ المميزة.
أهم معالم مدينه الاسكندريه
تحتوي مدينة الإسكندرية على العديد من المعالم الأثرية، ومن أبرزها:
قلعة قايتباي
تقع قلعة قايتباي في أقصى غرب إسكندرية بمنطقة تُسمى (بحري) وهو موقع فنار الإسكندرية (فاروس) الذي كان يُعد من عجائب الدنيا السبعة لأنه كان بمثابة المنارة الأولى بالعالم، ولكنه تحطم إثر الزلزال القوي الذي ضرب الإسكندرية في عام 1307.
فتم بناء القلعة في المكان ذاته على يد الأشرف أبو النصر قايتباي في عام 1477، واستمر بنائها حوالي عامين، بناء على ما جاء في موقع وزارة السياحة والآثار وهي عبارة عن مبنى دفاعي من الحجر الجيري له مدخل رئيسي ويحيط به سوراً كبيراً يحتوي على أربعة أبراج دفاعية.
قلعة قايتباي |
مكتبة الإسكندرية الجديدة
بالتطرق للتعرف على معلومات عن مكتبة الاسكندرية، نجد أنها بُنيت للمرة الأولى على يد خلفاء مؤسس الإسكندرية الإسكندر الأكبر منذ ما يزيد عن 2000 عام، وكانت تحتوي على حوالي 700 ألف كتاب من بينها أعمال هوميروس، ودرس بها إقليدس، إيروثيوس وأرشميدس، كما كانت تحتوي على مكتبة أرسطو حسب ما جاء في موقع الهيئة العامة للاستعلامات (المتخصص في الأماكن الأثرية بمصر).
فقد وضع بطليموس الأول حجر أساس مكتبة الإسكندرية القديمة وقام بتطويرها بطليموس الثاني خلال فترة حكمه لمصر منذ عام 285 إلى 246 قبل الميلاد، إذ وضع لها نظام مثالي واستقطب من أجلها كبار علماء الإغريق، كما قام بتغذيتها بالعديد من الكتب لتكون منارة العلم آنذاك، ولأن بطليموس الثاني كان شغوفاً بالمعرفة، كان يجمع من أجلها الكتب المتنوعة واللفائف التراثية من كل حدب وصوب، كما أنشأ متحفاً بالمكتبة ليقوم من خلاله العلماء بتقييم شتى الفنون.
ولكن عانت المكتبة القديمة منذ بدء عصر يوليوس قيصر وكليوباترا من الانهيار البطيء، إلى أن احترقت تماماً في عام 48 قبل الميلاد، حينها قام مارك أنطونيو بإهداء كليوباترا 200000 لفافة كانت بمكتبة "برجاما" بمثابة تعويض عن الخسارة الفادحة، وبحلول عام 400 ميلادياً اختفت مكتبة الإسكندرية القديمة، أي قبل الفتح الإسلامي، ولكن ظلت ذكراها متعلقة بالأذهان، ليكون بناء مكتبة الإسكندرية الجديدة بمثابة حلم يراود كل من يقوم بزيارتها.
وقد أصبح الحلم حقيقة إذ تم بناء مكتبة الإسكندرية الجديدة في مكان المكتبة القديمة إثر قيام منظمة اليونسكو بالدعوة للمساهمة في إحيائها قبل نهاية حقبة الثمانينات، ولم يتردد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في إنشاء الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية لتُجري المسابقة الدولية لتصميمها، وقد حصلت شركة Snohetta على الجائزة الأولى وقامت بتصميم المكتبة لتتألف من أربعة مستويات أسفل سطح البحر، وستة طوابق علوية تنخفض بالتدريج تبعاً لانحدار السطح الخارجي، وتم افتتاحها في عام 2002.
حيث يبلغ طول مكتبه الاسكندريه الجديدة عشرة طوابق وتضم متحفاً مميزاً بالإضافة إلى 2500 قسم مخصص للقراءة، كما تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب تصل إلى 200000 كتاباً، إضافة إلى إدراج مجموعة وسائط متعددة للشباب وكذلك الأطفال، و20000 كتاب إلكتروني و25000 مجلة إلكترونية، ويجاور المكتبة متحف علمي والقبة السماوية.
مكتبة الإسكندرية الجديدة |
متحف المجوهرات الملكية
بحسب ما جاء في الحساب الرسمي لمتحف المجوهرات الملكية بمنصة فيس بوك، فإنه يقع في منطقة زيزينيا (27 شارع أحمد يحيى)، ويُطلق عليه قصر المجوهرات، لأن المتحف داخل قصر فاطمة حيدر (إحدى أميرات الأسرة المالكة) وقد أُسس هذا القصر في عام 1919م، على يد زينب فهمي، وأتممت بنائه ابنتها فاطمة حيدر عام 1923.
وبناء على قرار جمهوري عام 1986م، تم تحويل القصر إلى متحف، خاصة وأنه ذو طراز أوروبي مميز، ويتكون من جناحين بينهما ممر، وكل جناح على حدة يتكون من طابق سفلي (بدروم) وطابقين، كما يُحيط بالقصر حديقة رائعة تحتوي على عدة نباتات وأشجار تجعله كاللوحة المرسومة.
متحف المجوهرات الملكية |
المسرح الروماني
تم اكتشاف ذلك المكان الأثري المميز أثناء القيام بالبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر عام 1960م، من قبل البعثة اليونانية ليكون المسرح الروماني الوحيد بمصر، ويعود تاريخ بنائه إلى بداية القرن الرابع عشر، وهو أحد المواقع الأثرية الرومانية التي تشهد بمدى روعة المعمار الروماني، إذ يتألف المسرح من 13 صف ويمكنه أن يتسع نحو 600 شخص، وله شكل يقارب نصف الدائرة أو حرف U، كما تحتوي المدرجات على أرقام وأحرف يونانية كانت تستخدم لتنظيم الجلوس.
إذ كان يستخدم ذلك المبنى في الاستماع إلى الموسيقى، وذلك بفضل وجود منطقة الأوكسترا والقبة، وقد تم استخدام المسرح الروماني في العصر البيزنطي كصالة للاجتماعات، أما الآن فهو عبارة عن مكان أثري مميز يحتوي على لوحة للملك سيتي الأول، لوحة بها رأس بقرة صخرية، تمثال يقارب لأبي الهول وهو للملك بسماتيك نفر ايب رع الأسرة 26، تمثال آخر للملك رمسيس الثاني، وبقايا أعمدة تعود لعصور تاريخية متنوعة، ويقع المسرح الروماني في محطة مصر شارع سليمان يسري.
المسرح الروماني |
عامود السواري
أُطلق عليه هذا الاسم لأنه كان ذو الارتفاع الأعلى من بين مجموعة تتألف من حوالي 400 عامود آخر تشبه في شكلها صواري السفن، إذ كان يقول العرب: "إنه عامود الصواري"، وتطور الاسم ليصبح عامود السواري فيما بعد، ويقع في منطقة كوم الشقافة، كما أنه قريب من المقابر التي تحمل اسمه حالياً.
وهو مصنوع من قطعة واحدة من حجر الجرانيت ذو اللون الأحمر، يبلغ طولها 20.75 متراً، قطرها عند قاعدة العامود 2.7 متراً، أما الجزء العلوي (التاج) فإن قطرها يبلغ 2.3 متراً، وارتفاعه الكلي يقارب 27 متراً، وقد تم إنشاء العامود في أواخر القرن الثالث، تقديراً للإمبراطور الروماني دقلديانوس وتعبيراً له عن الامتنان لفضله في إخماد ثورة القائد الروماني دوميتيانوس، إذ أعاد دقلديانوس إلى سُكان الإسكندرية الاستقرار والشعور بالأمان والرخاء.
عامود السواري |
حدائق المنتزة
تبعاً لما جاء في موقع تريب أدفيزور (المتخصص في المجال السياحي) فإن حدائق المنتزة الملكية تشغل مساحة 370 فدان، وتقع في شرق مدينة الإسكندرية وتطل على خليج المنتزة، حيث تحتوي على مساحات خضراء واسعة، تضم مجموعة كبيرة من الزهور النادرة ذات الرائحة الطيبة، بالإضافة إلى خمسة شواطئ يُسمح بالسباحة في ثلاثة منها، إذ تم تخصيص شاطئين لقصر المنتزة الملكي، وهو عبارة عن مبنى بطراز فلورنسي إيطالي غاية في الجمال يعكس روعة التصميم المعماري، كما تحتوي المنتزة على قصر السلاملك والذي أصبح الآن فندق السلاملك بالاس، علماً بأنه تمت إقامة هذه الحدائق على يد الخديوي عباس حلمي، بعدما كانت منطقة غير مأهولة.
حدائق المنتزة |
اقتصاد مدينة الإسكندرية
ترتكز مدينة الإسكندرية في اقتصادها على مجموعة من القطاعات، وأبرزها:
- قطاع الثروة السمكية: يقوم أهل الإسكندرية بالصيد بمناطق مختلفة من ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما تحتوي المدينة على عدة مشاريع تزيد من تكاثر الأسماك.
- قطاع السياحة: تحتوي الإسكندرية على عدد كبير للغاية من الأماكن السياحية المتنوعة، لذا تعد السياحة من أهم وأقوى مصادر الدخل بها.
- قطاع الصناعة: تشغل مدينة الإسكندرية المكانة المميزة بين العديد من محافظات الجمهورية في المجال الصناعي، وذلك لأنها تحتوي على عدة مناطق صناعية مثل المنطقة الحرة، السيوف، محرم بك وغيرها، علاوة على أنها تشمل العديد من شركات البترول والغزل والنسيج.
تمت الكتابة بواسطة: مروة جمال أحمد.