 |
| رسالة إلى نفسي في المستقبل |
تمر الأيام سريعاً، وتتبدل الأحوال، لكن هناك دائماً جزء في أعماقي يتساءل: كيف سأكون بعد سنوات؟ هذه رسالة إلى نفسي في المستقبل.
رسالة إلى نفسي في المستقبل - من أنتِ الآن؟
إلى نفسي البعيدة، هل تغيرتِ كثيراً عن تلك التي تكتب إليكِ اليوم؟ هل ما زالت عيناكِ تحملان نفس اللمعان حين تحلمين، أم أن الأيام قد أثقلتهما بتجارب لم أتخيلها؟ هل لا زلتِ تؤمنين أن لكل شيء سبباً، أم أن الحياة أقنعتكِ بأن بعض الأشياء تحدث عبثاً بلا تفسير؟
كنتُ دائماً أتساءل كيف سيصوغ الزمن ملامح روحي، هل ستصبح أكثر حكمة، أم أكثر حذراً، أم أنني سأجدكِ أقرب إلى ذلك الهدوء الذي كنتُ أبحث عنه طويلاً؟
الأحلام والطموحات هل انتصرتِ أم استسلمتِ؟
هل ما زلتِ تركضين خلف أحلامكِ بشغف، أم أن الأيام علمتكِ أن بعض الأحلام لا تتحقق، ليس لأنها مستحيلة، بل لأنها ليست لنا؟ هل كنتِ قادرة على الوصول إلى ما تمنيتِ، أم أنكِ وجدتِ طريقاً آخر لم يكن في الحسبان؟
أتمنى أن تكوني قد تعلمتِ أن النجاح لا يقاس فقط بالوصول، بل بالرحلة نفسها، بكل ما فيها من محاولات، وانكسارات، وقيام من جديد، لا بأس إن لم تتحقق كل الطموحات، فبعض الأحلام تفقد بريقها عندما تصبح قريبة، وبعض الطرق المجهولة تحمل لنا ما لم نحلم به يوماً.
من بقي معكِ ومن رحل؟
أعلم أن الحياة لعبة تبديل، وأن الذين يسيرون معنا اليوم قد لا يكونون معنا غداً، لكن هل كنتِ قادرة على الاحتفاظ بمن يستحق؟ هل تعلمتِ أن بعض العلاقات يجب أن تنتهي، لا لأننا نريد ذلك، بل لأن الزمن قرر؟
أتمنى أنكِ لم تفقدي قدرتكِ على الحب والثقة، وألا تكوني قد بنيتِ بينكِ وبين العالم جدراناً عالية، آمل أن تكوني قد سامحتِ من أخطأ بحقكِ، لا ضعفاً بل لأن قلبكِ يستحق أن يكون خفيفاً.
رسالة أخيرة لا تنسي من كنتِ
أنا لا أكتب إليكِ لأحاكمكِ، بل لأذكّركِ أنكِ مهما تغيرتِ، هناك جذور بداخلكِ لا يجب أن تقتلعها الحياة، لا تنسي شغفكِ، ضحكتكِ، تلك الأحلام الصغيرة التي كانت تملأ قلبكِ سعادة.
إن كنتِ قد مررتِ بالكثير، فاعلمي أنني فخور بكِ، وإن كنتِ لا تزالين في الطريق، فتذكري أنكِ أقوى مما تظنين، لا تكوني قاسية على نفسكِ، ولا تجعلي الأيام تُنسيكِ أنكِ تستحقين السعادة، تماماً كما تمنيتها لكِ اليوم.