ما هي قصة سيدنا نوح |
قال تعالى: "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً" فلماذا دعا نبي الله على قومه؟ وما هي قصة سيدنا نوح عليه السلام؟
قصة سيدنا نوح عليه السلام
أرسل الله عز وجل نوح إلى قوم يعبدون الأصنام والطواغيت، وقد ذُكرت قصة النبي نوح عليه السلام في العديد من السور القرآنية، ذلك لأنها تحتوي على الكثير من الأحداث:
مولد نبي الله نوح
النبي الله نوح وُلد بعد وفاة آدم عليه السلام بمائة وستة وعشرين عاماً استناداً إلى قول المؤرخ ابن جرير وغيره من العلماء، بينما روى أبو أمامة في صحيح ابن حبان: "أنَّ رجُلاً قال: يا رسولَ اللهِ أنبيٌّ كان آدَمُ؟ قال: نَعم مُكَلَّمٌ، قال: فكم كان بيْنَه وبيْنَ نوحٍ؟ قال: عشَرةُ قُرونٍ"، وقد اختلف العلماء في تفسير مدة القرن الواحد، أيُقصد به مائة عام أم جيل (عقد)، فإن كان المقصود بالقرن هو مائة عام فإنه يُرجح أن يكون بين آدم ونوح ألف سنة.
أما عن اسمه كاملاً فهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ (إدريس عليه السلام) بن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وذكر موقع "الإسلام سؤال وجواب" (المتخصص في المعلومات الدينية) أن قوم نوح كانوا يسكنون الجزيرة والعراق كما يعتقد المؤرخون حسب ما جاء في كتاب "التحرير والتنوير" للمُفسر (ابن عاشور).
قصة بعث نوح عليه السلام
اختلف العلماء في عمر نبي الله نوح عليه السلام حينما بُعث، إذ أفضى بعض منهم إلى أنه كان ابن خمسين عاماً، بينما أشار جزء آخر إلى أن عمره حين بُعث كان ثلاثمائة وخمسين عاماً، كما قال آخرون غير ذلك، فبعد مرور الفترة الزمنية التي كانت بين آدم وبين نوح عليهما السلام والتي كانت على الإسلام لله عز وجل، حلت عبادة الأصنام.
حيث توفي رجال صالحين فأوحى الشيطان إلى أتباعهم ببناء أنصاب (تماثيل تذكارية) لهم، ففعلوا، لكنهم لم يعبدوها، وبعد وفاة أولئك الأتباع أوحى الشيطان إلى قوم نوح بعبادة تلك الأصنام، وذُكرت أسمائها في كتاب الله في سورة نوح الآية الثالثة والعشرين إذ قال الله تعالى: "وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً".
وروى عطاء بن أبي رباح في صحيح البخاري: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا: صَارَتِ الأوْثَانُ الَّتي كَانَتْ في قَوْمِ نُوحٍ في العَرَبِ بَعْدُ؛ أمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بالجَوْفِ عِنْدَ سَبَأٍ، وأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلَاعِ، أسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِن قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أوْحَى الشَّيْطَانُ إلى قَوْمِهِمْ: أنِ انْصِبُوا إلى مَجَالِسِهِمُ الَّتي كَانُوا يَجْلِسُونَ أنْصَاباً، وسَمُّوهَا بأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حتَّى إذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ".
فأرسل الله تعالى نبيه نوح إلى عبدة الأصنام كي يعودوا إلى رشدهم فكان أول من أُرسل من الأنبياء في الأرض، روى أبو هريرة في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال متحدثاً عن حال الناس يوم القيامة: "فَيَأْتُونَ نُوحاً، فيَقولونَ: يا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلى أَهْلِ الأرْضِ، وسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْداً شَكُوراً، أَما تَرَى إلى ما نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إلى ما بَلَغَنَا؟ أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إلى رَبِّكَ؟ فيَقولُ: رَبِّي غَضِبَ اليومَ غَضَباً لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، ولَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي".
وقال الله تعالى في الآية رقم ثلاثة وثلاثين من سورة آل عمران: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ"، فقد اصطفى الله عز وجل نوح ليدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولكنهم أبوا وتمردوا، فظل يدعو نبي الله نوح قومه إلى الهداية لمدة تسعمائة وخمسين عاماً استناداً لقول الله تعالى في الآية الرابعة عشر من سورة العنكبوت: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ".
فكان نبي الله نوح يدعو قومه طوال هذه الفترة ليل نهار، تارة بالترهيب من عذاب الله وتارة بالترغيب في جنات الرحمن، فما وجد منهم إلا الاستنكار والرفض، وما آمن بما جاء به سوى عدد قليل، قال تعالى في سورة نوح الآيات من الخامسة وحتى الثانية عشر:
"قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً".
وأمام رفض قوم نوح التوحيد بالله عز وجل وتهديدهم له بالقتل إن لم ينته عن دعوتهم وأذيتهم له ولمن اتّبعه، دعا نبي الله نوح ربه بأن يُهلك الكافرين من قومه فقال تعالى في مُحكم التنزيل في سورة نوح الآيات من السادسة والعشرين وحتى الثامنة والعشرين: "وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً * رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً".
قصة سفينة سيدنا نوح عليه السلام
استجاب الله عز وجل لدعاء نبيه فأوحى له أن يبني سفينة ليحمل بها من آمن من قومه وعائلته، فيكتب الله له ولهم النجاة ويُغرق الكافرين كما جاء في سورة هود الآيتين السادسة والثلاثين والسابعة والثلاثين، إذ قال الله تعالى: "وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ".
وحسب ما جاء في موقع "إسلام ويب" أن الله أمر نوح أن يغرس أشجاراً، لكي يأخذ أخشابها ويصنع منها السفينة العملاقة، فانتظر مائة عام ثم جمع أخشابها فصنع السفينة في مائة عام أخرى تبعاً لأقوال بعض العلماء، وقيل صنعها في أربعين عام فقط بعد جمع خشبها، وقيل إن خشب السفينة كان من النوع الساج وقيل أيضاً من الصنوبر كما نصت التوراة، وكان كلما مر عليه قومه وهو يصنع السفينة يسخرون منه لاستبعادهم حدوث ما توعدهم به نبي الله نوح من هلاك إن كفروا بما جاء به.
واختلف أيضاً العلماء في طول وعرض سفينة نوح التي كانت بمثابة المعجزة لضخامتها، إذ قال الفقيه الثوري إن الله أمر نوح أن يكون طول السفينة ثمانين ذراعاً وأن يكون عرضها خمسين ذراعاً، وأن يقوم بطلائها من الداخل والخارج بمادة تُسمى (القار)، وأن يجعل مقدمتها عبارة عن جزء مائل يشق الماء، بينما أشار الفقيه قتادة إلى أن طولها كان ثلاثمائة ذراع بينما اتفق في عرضها مع الثوري.
وأضاف الشيخ البصري أن طول سفينة نوح كان ستمائة ذراع بينما كان عرضها ثلاثمائة، وقيل طولها ألف ومائتا ذراع وعرضها ستمائة وقيل كان طولها ألفي ذراع بينما كان عرضها مائة، ولكن اتفق أهل العلم على أن ارتفاع سفينة نوح كان ثلاثين ذراعاً وكانت مكوّنة من ثلاثة طوابق، ارتفاع كل طابق عشرة أذرع، الطابق الأول (الأسفل) للوحوش والدواب، والطابق الثاني (الأوسط) للمؤمنين من قوم نوح وعائلته إلا من كفر منها، والثالث (الأعلى) للطيور، وكان للسفينة غطاء من الأعلى وباب في العرض.
فلما أتمم نبي الله نوح بناء السفينة أمره الله عز وجل أن يحمل عليها زوجين (ذكر وأنثى) من كل ما به روح من الحيوانات والطيور لكي لا تنقرض ويختفي نسلها، وأن يحمل عليها أيضاً من آمن به من قومه وأفراد أسرته إلا أحد أبنائه، قال تعالى في سورة هود الآية رقم أربعين: "حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ".
وقد اختلف أهل العلم في عدد من حُملوا على السفينة، فقد أفضى ابن عباس إلى أنهم كانوا ثمانين شخصاً ومعهم نساؤهم، وذكر كعب الأحبار إنهم كانوا اثنين وسبعين، وقيل كانوا عشرة فقط، والتنور لدى جمهور أهل العلم هو وجه الأرض حيث بدأ العذاب بانفجار العيون كما لو أنها نار تشتعل وقيل إن التنور هي عين في الهند وقيل في الجزيرة وقيل أيضاً في الكوفة، كما هطل الماء الغزير من السماء فغرق الكافرون وأبحرت السفينة، وأشار بعض المفسرين إلى أن الماء عم كافة أنحاء الأرض إذ كان ارتفاعه يفوق أعلى الجبال بخمسة عشر ذراعاً وقيل ثمانين ذراعاً، فقضى الماء على كل ما لم يُحمل في السفينة.
فلمّا لم يبق أحد بالأرض سوى من آمنوا بالله عز وجل، ورست السفينة على الجودي ويقال إنه جبل بالموصل أو الجزيرة حسب ما جاء في تفسير الطبري، أمر الله عز وجل الأرض فابتلعت الماء، وأمر السماء أن تتوقف عن الإمطار، قال تعالى في سورة هود الآية الرابعة والأربعين: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ".
ونزل نبي الله نوح ومن معه من السفينة في سلام وبركات من الله عز وجل، وتفرّعت البشرية بعد ذلك من نسل أولاد نوح عليه السلام، كما ذكر موقع "إسلام ويب" أن من كانوا في السفينة من قوم نوح قد هلكوا وأن كل أمة من الأمم التي جاءت بعد الطوفان ترجع إلى أحد أبناء نوح الثلاثة الناجين.
قصة ابن سيدنا نوح
أنجب نبي الله نوح بحسب ما ورد في "تفسير الجلالين" أربعة أبناء وهم: (سام، حام، يافث ويام) قد أسماه أهل الكتاب كنعان، وحسب ما جاء في تفسير الطبري والبيضاوي إن ابن نوح الذي غرق لأنه كان كافراً هو كنعان، قال تعالى في سورة هود: "وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ".
وقال القرطبي: "كان في معزل أي من دِين أبيه، وقيل: عن السفينة، وقيل: إن نوحاً لم يعلم أن ابنه كان كافراً، وأنه ظن أنه مؤمن؛ ولذلك قال له: ولا تكن مع الكافرين وسيأتي، وكان هذا النداء من قبل أن يستيقن القوم الغرق"، وقال الفقيه ابن عاشور في تفسير التحرير والتنوير: "المعزل: مكان العزلة، أي الانفراد، أي في معزل عن المؤمنين، إما لأنه كان لم يؤمن بنوح عليه السلام فلم يصدق بوقوع الطوفان، وإما لأنه ارتد، فأنكر وقوع الطوفان، فكفر بذلك؛ لتكذيبه الرسول".
وبينما كان ابن نوح يغرق، كان والده يناجي ربه ويدعوه أن ينجيه، قال تعالى في سورة هود: "وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ".
قصة زوجة سيدنا نوح
يُحتمل أن تكون زوجة نوح من الغارقين إذ كانت ممن سبق عليها القول، أو أنها كفرت بعد إيمانها أو كانت تُخفي كُفرها إذ ذكر أهل الكتاب أنها كانت في السفينة ولم يرد عنها الكثير من المعلومات في الكتاب أو السنة، فقد ذُكرت فقط في قول الله تعالى في الآية العاشرة من سورة التحريم:
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ"، ويُشير بعض المفسرين إلى أن خيانة امرأة نوح كانت كُفرها سراً، وقيل إن اسمها كان والهة أو واغلة وليس هناك دليل على ذلك.
وفاة نبي الله نوح
لم يُرد نصاً شرعياً يفيد بعمر نبي الله نوح عند وفاته بشكل قطعي، لذا اختلف أهل العلم في ذلك، فالقول الأول لقتادة تبعاً لما جاء في تفسير ابن كثير والذي أشار إلى أن نبي الله نوح عاش فقط تسعمائة وخمسين عاماً قضى منها ثلاثمائة قبل البعث وثلاثمائة يدعو قومه وثلاثمائة وخمسين عاشها بعد الطوفان.
- والقول الثاني لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث روى: "بعث الله نوحاً وهو ابن أربعين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا".
- والقول الثالث هو قول كعب الأحبار حيث ذكر أن نوحاً قد عاش ألف وعشرين سنة أي عاش سبعين سنة بعدما لبث في قومه المدة المذكورة في القرآن.
- أما القول الرابع هو ألف وأربعمائة سنة تبعاً لتفسير الطبري، والقول الخامس لعون بن أبي شداد هو ألف وستمائة وخمسين عاماً مُفسراً ذلك بقوله: "إن الله تبارك وتعالى أرسل نوحاً إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، فدعاهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة سنة".
- والقول الأخير كان لعكرمة رضي الله عنه وهو: "كان عمر نوح عليه السلام قبل أن يبعث إلى قومه وبعدما بعث ألفاً وسبعمائة سنة".
تمت الكتابة بواسطة: مروة جمال أحمد.