افضل الاعمال في شهر رجب |
القيام بأفضل الاعمال في شهر رجب يهيئ المسلم لاستقبال شهر رمضان ويجعله يفوز بفيض من الحسنات، لأنه من الأشهر الحرم التي يتضاعف فيها ثواب الأعمال الصالحة.
افضل الاعمال في شهر رجب
يقول الله تعالى في الآية السادسة والثلاثين من سورة التوبة: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" فحري بالمسلم أن يتقي الله في الأشهر الحرم والتي منها شهر رجب الفضيل، فلا يظلم نفسه بارتكاب المعاصي، وأن يقوم بالأعمال الصالحة التي تقربه من الله عز وجل، ومنها:
1- المحافظة على النوافل وقيام الليل
على المسلم أن يغتنم أوقات شهر رجب الفضيل فيصلي النوافل الراتبة ويجتهد فيصلي قيام الليل، لقول الله تعالى في سورة الإسراء الآية التاسعة والسبعين: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا"، كما أن النوافل من أفضل الأعمال التي تقرب المسلم من الله عز وجل، فقد روى أبو هريرة (رضي الله عنه) في صحيح البخاري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
"إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ".
2- الصيام
من أحب الأعمال أيضًا التي يمكن للمسلم أن يقوم بها، فيحصل على جبال من الحسنات ويتقرب من الله عز وجل الصيام، روى أبو هريرة (رضي الله عنه في) صحيح البخاري: "قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ؛ فإنَّه لي، وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ".
كما روى أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) في صحيح البخاري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا"، فصيام أي من أيام شهر رجب يحمي المسلم من الوقوع في المعاصي، كما يجعله مستعدًا لصيام شهر رمضان الكريم.
لم يُرد حديث صحيح يختص فضل الصيام في رجب، وعليه فإنه ليس على المسلم أن يختص أيامًا معينة في شهر رجب فيصومها، مثلما يفعل الكثير في يوم السابع والعشرين اعتقادًا بأنه ذكرى الإسراء والمعراج، كذلك نوه موقع "الإمام ابن باز" إلى أن الاحتفال بهذا اليوم أو الجمعة الأولى من شهر رجب يُعد بدعة لا أصل لها في الدين.
3- ذكر الله والدعاء
يجب على المسلم أن يُرطب لسانه دومًا بذكر الله عز وجل ويستغفر في مختلف الأوقات على مدار يومه، ويُستحب أن يزيد من قول الأذكار في شهر رجب، استنادًا لقول الشيخ الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء:
"فَوَاللهِ إِنَّ تَرْتِيْلَ سُبُعِ القُرْآنِ فِي تَهَجُّدِ قِيَامِ اللَّيْلِ مَعَ المُحَافَظَةِ عَلَى النَّوَافِلِ الرَّاتِبَةِ، وَالضُّحَى، وَتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، مَعَ الأَذْكَارِ المَأْثُوْرَةِ الثَّابِتَةِ، وَالقَوْلِ عِنْدَ النَّوْمِ وَاليَقَظَةِ، وَدُبُرَ المَكْتُوبَةِ وَالسَّحَرِ، مَعَ النَّظَرِ فِي العِلْمِ النَّافِعِ وَالاشْتِغَالِ بِهِ مُخْلَصاً للهِ، مَعَ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ، وَإِرْشَادِ الجَاهِلِ وَتَفْهِيْمِهِ، وَزَجْرِ الفَاسِقِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، مَعَ أَدَاءِ الفَرَائِضِ فِي جَمَاعَةٍ بِخُشُوْعٍ وَطُمَأْنِيْنَةٍ وَانْكِسَارٍ وَإِيْمَانٍ، مَعَ أَدَاءِ الوَاجِبِ، وَاجْتِنَابِ الكَبَائِرِ، وَكَثْرَةِ الدُّعَاءِ وَالاسْتِغْفَارِ، وَالصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَالتَّوَاضُعِ، وَالإِخْلاَصِ فِي جَمِيْعِ ذَلِكَ، لَشُغْلٌ عَظِيْمٌ جَسِيْمٌ، وَلَمَقَامُ أَصْحَابِ اليَمِيْنِ وَأَوْلِيَاءِ اللهِ المُتَّقِيْنَ، فَإِنَّ سَائِرَ ذَلِكَ مَطْلُوْبٌ".
4- إخراج الصدقات
يقول الله تعالى في الآية رقم مئتان وواحد وستين من سورة البقرة: "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، كما روى حكيم بن حزام (رضي الله عنه) في صحيح البخاري: "اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ"، فإخراج الصدقات من الأعمال التي تُكسب المسلم الحسنات المضاعفة، خاصةً في الأشهر الحرم.
5- قراءة القرآن
عندما يقرأ المسلم القرآن يسكن قلبه وينشرح صدره، وعندما يقرأه في الفجر يشهد عليه ملائكة الليل والنهار كما جاء في تفسير ابن كثير للآية الثامنة والسبعين من سورة الإسراء، قال تعالى: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا".
كما روى أبو أمامة الباهلي (رضي الله عنه) في صحيح مسلم: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ".
6- كف الأذى
حسب ما ذكر الشيخ "مصطفى حسني" (الداعية الإسلامي) في مقطع فيديو بأحد وسائل التواصل الاجتماعي، فإن من أفضل ما يقوم به المسلم في شهر رجب وسائر الأشهر هو أن يكف غيره أذاه، استنادًا إلى رواية أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) في صحيح البخاري:
"سَأَلْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ، وجِهَادٌ في سَبيلِهِ، قُلتُ: فأيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ؟ قالَ: أعْلَاهَا ثَمَنًا، وأَنْفَسُهَا عِنْدَ أهْلِهَا، قُلتُ: فإنْ لَمْ أفْعَلْ؟ قالَ: تُعِينُ ضَايِعًا، أوْ تَصْنَعُ لأخْرَقَ، قالَ: فإنْ لَمْ أفْعَلْ؟ قالَ: تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ؛ فإنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بهَا علَى نَفْسِكَ".
تمت الكتابة بواسطة: مروة جمال أحمد.