ملخص قصة سالي |
عندما نسترجع أيام الطفولة، تعود إلينا الذكريات، حيث كنا نجتمع مع أفراد الأسرة حول التلفاز، وقصص أفلام الكرتون تزيّن ليالينا، وأشهرها قصة سالي.
قصة سالي الحقيقية كاملة
قصة سالي هي قصة مسلسل كرتوني مُقتبس من الرواية العالمية (الأميرة الصغيرة)، الذي حصل على شهرة واسعة بين الناس، بفضل الرسالة العميقة والمؤثّرة التي يُقدمها، عن أن القوّة الداخلية والأمل هما الغنى والثروة الحقيقية.
فقدان الأم
كانت سالي تلك الفتاة اللطيفة التي تتمتع بذكاءٍ شديد، تعيش مع والديها في الهند في جو أسري هادئ جعل منها فتاة ودودة ومتواضعة، بالرغم من ثراء والدها الذي كان يعمل في منجمٍ للذهب في الهند، ووالدتها الفرنسية الأصل، التي علمتها التسامح وربتها على الأخلاق الرفيعة، لكن لم تدم هذه الحياة السعيدة لوقتٍ طويل، إذ فقدت سالي أمها مُبكراً، وهي في عمرٍ صغير.
وبسبب ساعات العمل الطويلة، اضطر والد سالي أن يُرسلها إلى لندن لتكمل دراستها في مدرسة داخلية هناك، لتعيش وحيدةً في ذلك المكان الجديد.
الحياة في المدرسة الداخلية
انتقلت سالي للعيش في تلك المدرسة، التي كانت مديرتها الأنسة (مينشين)، المعروفة بـ قساوة قلبها وفظاظة تصرفاتها، لكن ثراء والد سالي وسخائه في الإنفاق عليها، جعل الأنسة (مينشين) تتعامل مع سالي معاملة خاصة يعتريها الاهتمام والود، وسرعان ما تأقلمت سالي مع المكان الجديد، واكتسبت أصدقاءً جدد، تبادلوا فيما بينهم المحبة والوفاء.
خاصةً (لوتي)، تلك الفتاة الصغيرة التي أبعد الموت والدتها عنها، وهي ما زالت بحاجة للأم، فقد عاملتها سالي بحنان واهتمام بالغين، وكانت تروي لها القصص وتعتني بها، إلى الحد الذي جعل (لوتي) تتعلق بسالي بشكلٍ كبير، وأصبحت تناديها (ماما سالي).
كما كانت تشعر بالأسف على الخادمة (بيكي)، ففي أحد الأيام عندما دخلت بيكي لتنظيف غرفة سالي، فطلبت سالي منها الجلوس للتسامر معاً، وهذا ما لم تكن الخادمة بيكي معتادةٌ عليه، فالجميع يعاملها بفوقية، إلا سالي التي عاملتها وكأنها صديقتها.
لكن كما هو معتاد في الحياة، لكل شخصٍ ناجحٍ ومحبوب، أشخاص يكرهونه ويحقدون عليه، ففي تلك المدرسة فتاة تُدعى (لافينيا) متغطرسة وأنانية، تشعر بالغيرة من سالي بسبب محبة الجميع لها، وبسبب تفوّق سالي العلمي، فقد منحت الأنسة مينشين لقب (عريفة الفصل) لسالي بعد أن كان لـ لافينيا، مما أثار جنون لافينيا، وذهبت إلى غرفة سالي أثناء إقامتها حفل للتعرّف على طالبات المدرسة، لتخبرها أمام الجميع أن السبب في اختيارها لهذا اللقب، هو ثراء والدها، ليس تفوقها العلمي.
كما كانت لافينيا هي الفتاة الوحيدة في المدرسة التي تجيد رقص الفالس، ولكن بعد قدوم سالي إلى المدرسة ومعرفتهم أنها تدربت على رقص الفالس في معهدٍ في الهند، طلبت منها الأنسة مينشين أن ترقص، وبعد انتهاء رقصتها أبدا الجميع إعجابه برقصها مما أثار غيرة لافينيا وازدياد كرهها لسالي.
بداية المعاناة
لم تدم هذه الحياة الوردية طويلاً، ففي ليلة ميلاد أميرتنا الصغيرة المدللة (سالي)، تلقّت خبر وفاة والدها، وخسارة جميع أمواله، وعندها بدأت الأنسة مينشن بالإساءة لها ومعاملتها بقسوة، فجعلتها تعمل كخادمة في المدرسة ومساعدة (بيكي) في أعمال التنظيف والمطبخ، فأدركت سالي أنها خسرت كل ما كانت تملكه في حياتها الماضية، إلا دميتها (إيميلي)، التي كانت تعتقد سالي أنها تتحرك وتأكل وتشعر مثل البشر، لكنها تفعل ذلك في الخفية بعيداً عن أعين الناس.
وكان الوضع الجديد في حياة سالي بمثابة انتصار عظيم للطالبة (لافينيا)، التي عاملت سالي بسخرية، وتعمّدت إذلالها في كل لحظة تراها فيها، ففي أحد الأيام وأثناء قيام سالي بتنظيف غرفة لافينيا، شعرت بالنعاس أمام الموقد، فما كان من طفلتنا البريئة إلا أن تغفو، وعند دخول لافينيا قامت بركلها لإيقاظها، واتهمتها بالوقاحة، وبدأت سالي بالاعتذار وطلب المسامحة، وترجّت لافينيا أن لا تخبر الأنسة مينشين كي لا تقوم بطردها، فاستغلت لافينيا الأمر، لتجرح مشاعر سالي وتهينها.
الصبر مفتاح الفرج
لم يكن لتغيّر الأحوال في حياة سالي، والإساءة لها ومعاملتها بقسوة، أن يُفقدها الأمل أو يُشعرها باليأس والإحباط، بل على العكس من ذلك، بقيت ابتسامة سالي مرسومة على وجهها الطفولي البريء، والرضا يعتري قلبها، فلم تنكسر يوماً، وساعدها على التأقلم مع الوضع الجديد وتخطّي العقبات والصعوبات أصدقاءها الأوفياء (بيكي وبيتر).
ففي أحد الأيام شعرت سالي بأنها مريضة، وطلبت الاستراحة من العمل، لكم لم ترحمها الأنسة مينشين وكلّفتها بتنفيذ العديد من الأعمال الصعبة، مما أدى إلى تدهور حالتها وإصابتها بحمّى شديدة، أدت إلى فقدانها الوعي، فلم يعتني بها ويُحضر لها الدواء سوى صديقتها (بيكي)، وبالرغم من المعاناة إلا أنها لم تتوقف يوماً عن الحلم بغدٍ أفضل، وعن إبداء التعاطف والكرم مع الآخرين.
نهاية قصة سالي
عثر صديق والد سالي وشريكه عليها، بعد أن بحث عنها طويلاً، ليعيد إليها ثروتها من إرث والدها، واهتم بها وعاملها كابنته، فهو لا يملك أطفالاً، كما تنازل لها عن ثروته، فعادت سالي إلى عالمها الفاخر، كأميرة مُتسلّحة بشرارة الأمل وقوة الإيمان، ولم تكن لتلك الأيام الصعبة إلا أن تُزيدها تواضعاً و تعاطفاً مع الناس.
من هو مؤلف قصة سالي؟
كاتبة هذه القصة هي (فرانسيس إليزا هودجسون)، وهي روائية مبدعة وكاتبة مسرحية من أصل بريطاني أمريكي، وُلدت عام 1849م في إنجلترا، تحديداً في (مانشستر)، ألّفت العديد من كتب الأطفال أشهرها (اللورد الصغير فونتلروي) عام 1886م، و(الأميرة الصغيرة) عام 1905م، و(الحديقة السرية) في عام 1911م.
ولها العديد من المؤلفات الأخرى مثل رواية (عشاق قصر بالستري) ورواية (القصر المتهدم)، كما نشرت في عام 1893م مذكرات قد كتبتها عن مرحلة شبابها، وتوفيّت في (نيويورك) عام 1924م.
هل قصة سالي حقيقة؟
نعم، هي قصة حقيقية لفتاة تُدعى (سارا كريو)، نقلت لنا تفاصيل قصتها الكاتبة (فرانسيس هودجسون) عبر رواية أطلقت عليها اسم (سارا كريو)، نشرتها في عام 1888م، ليتم إعادة صياغتها مرة أخرى ونشرها عام 1905م باسم (الأميرة الصغيرة)، وتحويلها إلى مسلسل كرتوني فيما بعد.
ماهي الدروس المستفادة من قصة سالي؟
- التواضع والبساطة من صفات الأميرات.
- الأمل والصبر والتفاؤل، هم أقوى الأسلحة للتغلب على المصاعب في الحياة.
- تجنب التكبّر على الأشخاص البسطاء، لأنهم قد يصبحون في يوم من الأيام الأصدقاء المخلصين والدعم الذي تحتاجه.
تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.