 |
| تلخيص رواية ذاكرة جسد |
واحدة من ثلاثية أحلام مستغانمي والتي تنقل القارئ لحالة من المشاعر المتضاربة التي تجمع بين فجيعة الوطن وفجيعة الحب، إليك تلخيص رواية ذاكرة جسد.
رواية ذاكرة جسد
هذه الرواية هي من ثلاثية أحلام مستغانمي، حيث أن ذاكرة الجسد هي الجزء الأول، ثم يتبعها فوضى الحواس ويليها عابر سرير، والقصة ترويها الكاتبة عن الحب الكبير الذي جمع بين خالد بن طوبال، وهو رسّام جزائري، والفتاة (حياة) وهي ابنة صديق خالد.
وتنقل الرواية قصة الحب المغمسة بالحرب والحنين للوطن والتمزق الذي يعاني منه خالد (بطل الرواية) بين الماضي والحاضر.
ملخص رواية ذاكرة الجسد
تبدأ الرواية بالأحداث التي تلت استقلال الجزائر وتأثير الثورة الجزائرية على معظم الأفراد في تلك الفترة، وتختص الرواية بذكر معاناة المناضلين المسلحين الذين أحدثوا تلك الثورة، وخالد كان يجد نفسه غريباً عن وطنه هذا لأن الحلم الذي رسمه أثناء نضاله قد تحوّل إلى كابوس.
تطرح الرواية عدة مشاكل عانى منها الشعب الجزائري في فترة ما بعد الاستقلال، وخاصةً عند محاولة البلاد لأن تنهض من جديد وتعرضها لمشكلات الانقسامات الداخلية والزعزعة تلك في مقابل مشكلات رغبات الثوار والقيم التي قاموا عليها وأحدثوا الثورة من أجلها.
أما عن نتيجة خوض خالد في معارك الثورة المسلحة، فإنها كانت تتمثل بفقدان ذراعه، ثم انتقاله فيما بعد إلى فرنسا ليكمل حياته كـ رسّام، لكنه فجأة بدأ يهيم حباً بـ حياة، ولكن الفروق الاجتماعية والعمرية بينهما جعلت ذاك الحب عاجزاً عن الاكتمال.
بداية الرواية
تبدأ أحداث الرواية بنضال خالد وفقدانه ليده ثم دخوله المستشفى وعلاجه الذي رافقته رغباته في الرسم، ليعبر عنه بلوحة (حنين) التي حملت وصفاً بليغاً لشوقه لبلاده، ثم يسافر خالد إلى باريس.
ويُقيم معرضاً وهناك يجد (حياة) في المعرض وهي ابنة صديقه الشهيد، ليجدها شابة بعدما تركها وهي طفلة في الجزائر، فتعجبه ويهيم بها حباً، وبعد فترة يعود خالد بعد الاستقلال للبلاد، ليجد الجزائر غريبة عنه، فلا يشعر بالانتماء لها على الإطلاق.
ويشعر بأن حياة تمثل الذكرى الوحيدة الباقية له مع ماضيه الثوري، فيعاني آنذاك من حبها واختلاط المشاعر بداخله بين عدم نظرته لها كـ امرأة فحسب، بل كـ رمز خاص لكل ما فقده في حياته.
وبما أن خالد كان على يقين أن بلاده لم تحقق أهداف الثورة التي خسر ذراعه من أجلها فإنه كان يعيش حالة من التضارب الشعوري بين حبه لحياة وحبه للوطن، وشعوره بالخذلان، فيبدأ هذا الصراع بالتجسّد على هيئة ذكريات تخصه مع صديقه الشهيد (والد حياة) وعلاقته مع ابنته.
وبحكم أن الرواية تحمل عنوان ذاكرة الجسد، فإنها تركز بشدة على جَم الذكريات التي كان يعيش على أطلالها خالد وتجعله يعيش في تضارب وصراع مستمر بين الماضي والحاضر، وبين نضاله وخيبته، وحبه لحياة وذكرياته مع صديقه والفوارق التي تحول بينهما.
وهذا ما يجعل حبه غير مكتمل، بسبب معاناته من عدم القدرة على تجاوز الماضي، وعدم شعوره بالانتماء للجزائر وسخطه لما وصلت إليه، وتلك الفوارق الكبيرة بينه وبين حياة، مما يجعل القارئ في حالة من التحليل والتأمل حول جميع تلك القضايا التي تخص الذاكرة ومدى قدرتها على جعل الإنسان هشاً لا يتقدم أبداً.
لتنتهي الرواية بزواج حياة، وإعلان خالد لنهاية حبه الذي لم يُقدّر له لأن يكتمل.
أبرز عبارات كتاب احلام مستغانمي ذاكرة الجسد
- نحن لا نشفى من ذاكرتنا ولهذا نحن نكتب ولهذا نحن نرسم ولهذا يموت بعضنا أيضاً.
- في الحروب، ليس الذين يموتون هم التعساء دائماً، إنّ الأتعس هم أولئك الذين يتركونهم خلفهم ثكالى، يتامى، ومعطوبي الأحلام.
- يقضي الانسان سنواته الأولى في تعلم النطق ويقـضي بقيـه عمره في تعــليــمه الصمت.
- أحسد الأطفال الرضّع، لأنهم يملكون وحدهم حق الصراخ والقدرة عليه، قبل أن تروض الحياة حبالهم الصوتية، وتعلِّمهم الصمت.
- أنا أكنّ احتراما كبيراً لآدم، لأنَّه يوم قرر أن يذوق التفّاحة لم يكتفِ بقضمها، بل أكلها كلّها، ربَّما كان يدري انه ليس هناك من أنصاف خطايا ولا أنصاف ملذات، ولذلك، لا مكان ثالثا بين الجنة والنار وعلينا تفادياً للحسابات الخاطئة أن ندخل إحداهما بجدارة.
- أكره مراسيم الوداع الذين نحبهم لا نودعهم لأننا في الحقيقة لا نفارقهم، لقد خلق الوداع للغرباء وليس للأحبة.
تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.