ملخص رواية عابر سرير وأشهر الاقتباسات منها

رواية عابر سرير
تلخيص رواية عابر سرير

في ثلاثية أحلام مستغانمي، نقلتنا أحلام ما بين الوطن والحب، بلسانها تارةً، ثم بلسان البطلة، امتداداً للسان البطل، رواية عابر سرير، محاولة دفن حباً اضطجع في القلب.

رواية عابر سرير

تُعد هذه الرواية هي الامتداد الأخير لـ ثلاثية أحلام مستغانمي، حيث أنها التكملة النهائية لرواية ذاكرة الجسد وفوضى الحواس، ولكنها تحمل بطلاً آخر بين طيّات وريقاتها، وهذا البطل يعمل كـ صحفي خاص للحروب، والذي سيلتقي مع أبطال رواية ذاكرة جسد وهما خالد بن طوبال وحياة.

ملخص رواية عابر سرير

تتميز هذه الرواية بعمقها الأدبي والتأملي، حيث نجد أن الكاتبة أحلام قد تجرأت بخطّ حروفها بين تلك السطور ناقلة بهذا العديد من المشاعر المتضاربة والصور الواقعية التاريخية، تبدأ الرواية بالمصور الصحفي (خالد) الذي وصل إلى فرنسا لاستلام جائزة عن صورة التقطتها نالت إعجاب الكثير.

حيث توضح الكاتبة أن البطل هنا يهيم حباً بفتاة غائبة عنه وقد ألهبت قلبه عشقاً دون هوادة، وعندما يزور خالد معرض الرسام (زيان) تتاح له فرصة التعرف على الفتاة (فرنسوا) والتي سبق لزيان أن أقام عندها، ويقيم معها علاقة كنوع من الانتقام من فرنسا بحسب تصويره!!.

ولكن غرابة جمع اسم عاشقين لامتداد ثلاثية كاملة يجعل أمر إكمال الرواية اضطرارياً، حيث أن الرواية ستجعل باريس نقطة الوصل بين شخصيات الروايتين السابقتين وأبطال الرواية هذه، إذ أن خالد بن طوبال الرسام الذي كان في ذاكرة الجسد، هو ذاته في رواية عابر سرير، ولكنه صحفي الآن!!.

فيُقيم في منزل فرنسوا وهو منزل (زيان) وسرعان ما يكتشف خالد أن الرسام زيان ما هو إلا خالد بن طوبال الرسام!!

وبالتالي فإن فرنسواز هي بالأصل (كاترين) الموجودة في الجزأين السابقين، ليستغل بهذا فكرة وجود زيان في المستشفى يُصارع السرطان ويقيم مع فرنسوا علاقة حميمية.

وتصل درجة التشابه بين هذين العاشقين لدرجة أن خالد بن طوبال الرسام سبق له أن فقد ذراعه أثناء معارك تحرير الجزائر، وأيضاً خالد بن طوبال الصحفي هنا قد أُصيبت ذراعه اليسرى أيضاً برصاصة أثناء تصوير مظاهرة حدثت في الجزائر.

وهذا الأمر بالنسبة للكاتبة يوحي إلى (نوع من العلاقة العضوية بين القلب ومن يسعى لاقتلاع الحب منه بضرب جهته!).

كما أن الكاتبة جعلت بطل رواية فوضى الحواس وهو المصور خالد يتحدث بلسانه في هذه الرواية، ولكن ما يمكنك أن تتيقنه هو أن الشخصيات الحالية ليست سوى ذات الشخصيات في الجزأين السابقين بخلاف أن خالد هنا أراد أن يقدم تصويراً آخر ليدفن معه حبه لحياة.

إن التداخل القصصي والروائي هذا عمل على تشكيل نموذجاً جميلاً رغم تضاربه، حيث أن فوضى الحواس كُتبت على لسان البطلة (حياة) والتي شعرت بأن زواجها كان كارثياً لرجلٍ عسكري يخلع عن نفسه بدلته العسكرية ليرتدي جسدها ثم يغطّ في نوم عميق، لذا أرادت الخروج من ذاك الحكم المؤبد عبر إعادة إحياء الحب من جديد.

ولكن اليوم في عابر سرير، خالد أراد الانتقام، لذا جهز جعبة كلماته لينشرها بهذه القصة ويوصف بها الشخصيات ذاتها ويدخل في حبكتها وتفاصيلها كي ينتقم إن صح التوصيف هذا!.

لأنه جمع شخصيتين تهيمان حباً بامرأةً واحدة، تثيرهما حالة الفقدان على أثر الافتراق، فيعيدان صياغة الحب بطريقة مروية على لسان البطل الذي لا يزال يشعر أن حرمانه من ذراعه كان أهون عليه من حرمانه منها!.

تنتهي الرواية بوفاة البطل زيان وهو محملاً بالتابوت (متاعاً) للعودة إلى قسطنطينية، وكذلك خالد تحول إلى جثة من الصور، وهذا يجعلنا ندرك أن أحلام استطاعت أن تنقل ابعاداً سياسية ولقطات تاريخية وزفّات مترعة بالحزن على حلم الجزائر الذي تم إجهاضه ضمن السياق اللغوي الإبداعي ذاك.

أشهر اقتباسات رواية عابر سرير

  • أي علم هذا الذي لا يستطيع حتى الآن أن يضع أصوات من نحب في أقراص، أو زجاجة دواء نتناولها سرا، عندما نصاب بوعكة عاطفية دون أن يدري صاحبها كم نحتاجه.
  • لتشفى من حالة عشقية يلزمك رفاة حب، لا تمثالاً لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق، مصراً على ذياك البريق الذي إنخطفت به يوماً، يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس إليك، انت من يتأمل جثة الحب في طور التعفن، لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة، أكتب، لمثل هذا خلقت الروايات.
  • عندما نراجع حياتنا نجد أن أجمل ما حدث لنا كان مصادفة وأن الخيبات الكبرى تأتي دوماً على سجاد فاخر فرشناه لاستقبال السعادة.
  • كل جاهل يثأر لجهله بقتل مثقف بعد المزايدة عليه في الايمان والتشكيك في ولائه للوطن.
  • أنا أرفض امتلاك شيء فكيف أقبل امتلاك شخص ومطالبته بالوفاء الأبدي لي بحكم ورقة ثبوتية لا أظنني قادر على أن أكون من رعاة الضجر الزوجي في شراشف النفاق.
  • أنت في حاجة إلى الإذعان للمتعة التي تهيئك للألم، وللألم اللذيذ المخدر الذي يهيئك للموت.
  • أكان في الأمر وما سيليه من مصادفاتٍ أخرى، مصادفة حقاً؟
  • (‏المصادفة هي الإمضاء الذي يوقع به الله على مشيئته) ومشيئته هي ما نسمّيهِ قدراً، ‏وكان في تقاطع أقدارنا في تلك النقطة من العالم أمر مذهل في تزامنه، لن أعرف يوماً أكان هبةً من الحياة أو مقلباً من مقالبها.
  • عليك في مساء الحياة أن تخلع همّ العمر كما تخلع بدلة نهارك أو تخلع ذراعك أو أعضاءك الاصطناعيّة، أن تعلّق خوفك على المشجب وأن تقلع عن الأحلام.
  • النجاح كما الفشل، اختبار جيد لمن حولك، للذي سيتقرب منك ليسرق ضوءك، والذي سيعاديك لأن ضوءك كشف عيوبه، والذي حين فشل في أن ينجح، نذر حياته لإثبات عدم شرعية نجاحك.
  • لتشفي من حالة عشقية، يلزمك رفاة حب، يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان اقرب الناس إليك، أليس في هذه المفارقة سخرية من المقابر التي تضم تحت رخامها الاحياء، وتترك الأموات يمشون ويجيئون في شوارع حياتنا.

تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.

author-img
موقع محترفين العرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent