![]() |
ما هو فضل قراءة سورة يس |
إن سورة يس من السور المكية التي تناولت عدة مواضيع هامة مثل التوحيد بالله، عاقبة الكفار، البعث بعد الموت والنشور، فما فضل قراءة سورة يس؟
فضل قراءة سورة يس
وردَ العديد من الأحاديث النبوية التي ذكرت فضل يس، ولكن بحسب ما جاء في موقع "الإسلام سؤال وجواب" (المتخصص في الشريعة الإسلامية) فإنها إما موضوعة أو ضعيفة، وهي:
- رواية أبي كعب (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السلسلة الضعيفة (المتخصص في الأحاديث النبوية): "إنَّ لكلِّ شيءٍ قلباً، وإنَّ قلبَ القرآنِ يس، ومَن قرَأ يس وهو يريدُ بها اللَّه عزَّ وجلَّ؛ غفر اللَّهُ لهُ، وأُعطِيَ من الأجرِ كأنَّما قرأ القرآن اثنتَي عشرةَ مرَّةً، وأيُّما مسلِمٍ قُرِئَ عندَهُ إذا نزل به مَلكُ الموتِ سورةُ يس؛ نزلَ بكلِّ حرفٍ من سورةِ يس عَشرةُ أملاكٍ يقومونَ بين يدَيهِ صفوفاً ويستَغفرونَ له، ويشهَدون غَسلَهُ، ويُشيِّعونَ جنازَتَهُ، ويُصلُّونَ عليهِ، ويشهَدونَ دفنَهُ، وأيُّما مسلِمٍ قرأ يس وهو في سكَراتِ الموتِ؛ لم يقبِضْ ملَكُ الموتِ روحَهُ حتَّى يجيئَهُ رضوانُ خازِنُ الجنَّةِ بشربَةٍ من شرابِ الجنَّةِ فيشرَبَها وهو على فراشِهِ، يقبِضُ ملكُ الموتِ روحَهُ وهو ريا، ويمكثُ في قبرِهِ وهو ريَّانُ، ويُبعَثُ يومَ القيامةِ وهو ريَّانُ، ويُحاسَبُ وهو ريَّانُ، ولا يحتاجُ إلى حوضٍ من حياضِ الأنبياءِ حتَّى يدخلَ الجنَّةَ وهو ريَّانُ".
- رواية أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو حديث موضوع حسب ما جاء في "موقع الدرر السنية": "سورةُ يس تُدعى في التوراةِ المُعمِّمةَ تعمُّ صاحبَها بخيرِ الدُّنيا والآخرة تُكابِدُ عنه بلْوى الدُّنيا والآخرةِ وتدفع عنه أهاويلَ الآخرةِ وتُدعَى الدافعةَ والقاضيةَ تدفعُ عن صاحبِها كلَّ سوءٍ وتَقضي له كلُّ حاجةٍ مَنْ قرأها عَدلت عشرينَ حجَّةً ومَنْ سمِعها عَدلتْ له ألفَ دينار في سبيلِ اللهِ ومَنْ كتبها ثمَّ شرِبها أدخلَتْ جوفَه ألفَ دواءٍ وألفَ نورٍ وألفَ يقينٍ وألفَ بركةٍ وألفَ رحمةٍ ونزعتْ عنه كلَّ غِلٍّ وداءٍ".
- رواية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): "عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قال لا يحفظُ منافقُ سُوَرَ بَرَاءَةٌ وَيَس والدُّخَاُن وعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ" وهو حديث ضعيف جداً.
- رواية أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن قرأَ سورةَ (يس) في ليلةِ الجُمعةِ؛ غُفرَ لهُ" ومصدره السلسلة الضعيفة.
وعليه فإنه لم يرد حديثاً صحيحاً عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشير إلى عجائب "سورة يس" أو فضلها، سوى أنها سورة قرآنية لها فضل قراءة القرآن دون تخصيص، إذ ينال المسلم بقراءتها فيض من الحسنات لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رواية عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه): "من قرأ حرفاً من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ".
ماهي فوائد قراءة سوره يس بعد الفجر
حث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين على قراءة القرآن في الفجر، فقال في رواية أبي هريرة (رضي الله عنه) في صحيح البخاري: "فَضْلُ صَلاةِ الجَمِيعِ علَى صَلاةِ الواحِدِ خَمْسٌ وعِشْرُونَ دَرَجَةً، وتَجْتَمِعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ ومَلائِكَةُ النَّهارِ في صَلاةِ الصُّبْحِ.
يقولُ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} [الإسراء: 78]".
فقد ذكر الرسول الكريم فضل قراءة أي من سور القرآن في وقت الفجر ولم يختص بذلك سورة يس، وعليه فإن قراءتها في ذلك الوقت للحصول على فوائد معينة يُعد بدعة منكرة لم ترد في القرآن أو السنة النبوية.
وروت عائشة أم المؤمنين في صحيح مسلم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ".
فضل قراءة سورة يس عند المحتضر والمقابر
بحسب ما جاء في "موقع الإمام ابن باز" (المتخصص في الأحكام الدينية) فإن الأحاديث التي وردت في سورة يس ضعيفة ولا تصح، ولكن حديث قراءتها عند المحتضر أقربها للصحة، وهناك جماعة من أهل العلم قد أقرت بضعفه أيضاً وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معقل بن يسار:"اقرؤُوا على موتاكُم يس".
أما عن قراءة سورة يس عند المقابر فقد أفضى أهل العلم بكراهة ذلك الفعل، وأشاروا إلى أنه لا مانع من قراءة أي من سور القرآن الكريم دون تخصيص في أي من الأماكن وإهداء الثواب للميت.
فضل قراءة سورة يس على الماء
هناك بعض الأشخاص يقومون بقراءة سورة يس على الماء وشربه بغرض الشفاء من الأمراض، ولكن أشار موقع "الإسلام سؤال وجواب" إلى أن تخصيص آيات معينة لعلاج الأمراض لم يرد في السنة النبوية وليس هناك دليل شرعي على ذلك، بل يُخشى على فاعله أن يقع في إثم البدعة.
وعليه فإن شرب الماء المقروء عليه سورة يس بدون اعتقاد فضل شرعي لها، لا حرج فيه، ويُفضل قراءة الرقية الشرعية على الماء، والتي تشمل الفاتحة، المعوذتين، وآية الكرسي، فقد روت عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) في صحيح مسلم:
"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، ومَسَحَ عنْه بيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أنْفِثُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ الَّتي كانَ يَنْفِثُ، وأَمْسَحُ بيَدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه".
ما هي عديّة يس وفضل قراءتها؟
إن عديّة يس (قراءة سورة يس عدة مرات سواء سبع أو واحد وأربعين أو ما شابه) بدعة، ولا أصل لها في الشرع، بل إنها من المحدثات، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإن كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ"، لذا فإنه يجب الابتعاد عنها إذ أنها لا تقضي الحاجات ولا تحقق الرغبات، وإنما الأمر كله بيد الله عز وجل.
وإن أراد المسلم قضاء حاجته فعليه أن يستعين بالله جل في علاه ويكتفي بما هو جائز مثل الدعاء، استجابة لقول الله عز وجل: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ" سورة النمل الآية رقم 62.
وقول الله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" سورة البقرة الآية رقم 186.
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رواية أنس بن مالك (رضي الله عنه): "دخلَ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) المسجدَ ورجلٌ قد صلَّى وَهوَ يدعو وَهوَ يقولُ في دعائِهِ: اللَّهمَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ذا الجلالِ والإِكْرامِ، فقالَ النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم): أتَدرونَ بمَ دعا اللَّهَ؟ دعا اللَّهَ باسمِهِ الأعظمِ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى".
وروى أبو هريرة (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيّاً فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ".
تمت الكتابة بواسطة: مروة جمال أحمد.