![]() |
ما حكم وضع المكياج للمرأة |
تضع الكثير من النساء مستحضرات التجميل، سواء في الأعراس أو أي من الأوقات خارج المنزل، فما حكم وضع المكياج داخل المنزل أو خارجه؟
حكم وضع المكياج
بحسب ما جاء في موقع "إسلام ويب" (المتخصص في الأحكام الدينية) فإن وضع مساحيق التجميل جائز أمام الزوج، الصديقات والمحارم، ويمكنها أن تخرج به إن كانت تستر وجهها، أما إن كان حجابها لا يشمل ستر الوجه، فعليها أن تقوم بإزالته تماماً قبل الخروج، وذلك استناداً لقول الله عز وجل في سورة النور الآية رقم 31:
"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
وأشار "موقع الإمام ابن باز" إلى أنه يجوز للمرأة أن تتزين لزوجها باستخدام مساحيق التجميل، على ألا تكون ضارة ببشرتها، فإن كان المكياج ضاراً فإنه يُمنع استخدامه.
حكم المكياج خارج المنزل
لا يجوز للمرأة المسلمة أن تضع المكياج خارج المنزل أمام الأجانب إن كانت لا تغطي وجهها، لما في ذلك من جذب لأنظار الرجال، وإثارة للفتن، أما إن كانت منتقبة لا يظهر من زينتها شيء فلا حرج في ذلك.
كذلك على المرأة أن تحذر وضع العطور خارج المنزل، لرواية أبو موسى الأشعري في الصحيح المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أيُّما امْرَأةٍ اسْتَعطَرَتْ فمَرَّتْ بقَوْمٍ ليَجِدوا ريحَها فهي زانِيةٌ".
حكم وضع المكياج في الأفراح
لا حرج على المرأة أن تضع مساحيق التجميل في الأعراس ما لم يكن هناك اختلاطاً بالرجال، إذ تظهر بهذه الزينة أمام النساء فقط، أما إن كانت الأفراح تحتوي على رجال أجانب، فإنه محرم قطعاً، ويعتبر تبرجاً، وقد قال الله تعالى:
"وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" سورة الأحزاب الآية رقم 33.
هل يجوز وضع المكياج الخفيف عند الخروج؟
ترى الكثير من الفتيات والنساء أن وضع المكياج الخفيف خارج المنزل لا حرج فيه، ولكن أشار "موقع إسلام أون لاين" (المتخصص في الأحكام الإسلامية) إلى أن حكم وضع المكياج الخفيف خارج المنزل يطابق حكم وضع المكياج خارجاً بشكل عام، فيما يعني أنه غير جائز أيضاً، لأن النهي في الآية الكريمة كان صريحاً وواضحاً، لم يستثنِ أي من الزينة.
ولكن إن كان المكياج الخفيف عبارة عن وضع الكحل، فقد اختلف أهل العلم في ذلك، إذ أن البعض منهم أفضى بجواز وضعه والخروج به، بينما ذكر البعض الآخر أنه يجب على المرأة أن تضعه في المنزل فقط لأنه من الزينة وأقرّ بذلك "موقع الإسلام سؤال وجواب" (المتخصص في الفقه الإسلامي)، لذا فالأحوط الامتناع عن وضعه إلا أمام الزوج والمحارم.
حكم وضع المكياج في النظرة الشرعية
أشار الشيخ مصطفى العدوي إلى أنه يجوز للفتاة المسلمة أن تضع القدر اليسير من مستحضرات التجميل في النظرة الشرعية من باب التجُّمل، دون المبالغة التي تؤدي إلى تغيير في ملامحها أو لون بشرتها، لأن ذلك يُعد غشاً للخاطب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غَشَّنا فليس مِنَّا".
وقد أيّد "موقع إسلام ويب" جواز وضع الفتاة للقليل من مساحيق التجميل في الرؤية الشرعية، ولكنه نوّه إلى أن تركه أولى، وعلل ذلك بأن الخاطب يود رؤية التي سيتزوجها بدون تزيُّن.
هل يجوز وضع المكياج اثناء الصيام
نعم، يجوز للمرأة أن تضع أي من مستحضرات التجميل أثناء الصيام على أن يكون ذلك في المنزل أمام زوجها ومحارمها، ولا تظهر به أمام الأجانب أو خارجاً، ويجب إزالته قبل الوضوء إن كان يمنع وصول الماء إلى البشرة، فالمكياج ليس من المفطرات.
وأشار أهل العلم إلى أنه يجب على المرأة أن تحذر من وضع أحمر الشفاه أثناء الصيام إن كان قابلاً للتحلل والاختلاط باللعاب مما قد يجعله ينزل بالمعدة، أو تشعر المرأة بمذاقه، فالأحوط في تلك الحالة أن تقوم بوضعه في المساء تجنباً للوقوع في الشبهات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية النعمان بن بشير بصحيح الجامع:
"الحلالُ بَيِّنٌ، والحرامُ بَيِّنٌ، وبينهما أمورٌ مُشتَبِهاتٌ، لا يعلمُها كثيرٌ من النَّاسِ، فمن اتَّقى الشُّبُهاتِ فقد استبرأَ لعِرضِه ودِينِه، ومن وقع في الشُّبُهاتِ وقع في الحرامِ، كراعٍ يرعى حول الحِمى، يوشِكُ أن يُواقِعَه، ألا وإنَّ لكل ملِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ تعالى في أرضِه محارمُه، ألا وإنَّ في الجسدَ مُضغةً، إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ".
هل يجوز وضع المكياج في العمرة
أشار الشيخ إبراهيم ياسين الأنصاري إلى أنه يجوز للمرأة أن تضع الكحل ومساحيق التجميل أثناء رحلة العمرة أمام النساء فقط، وإن كانت تغطي وجهها أثناء الاعتمار، أما إن كانت تكشف وجهها خلال قيامها بالعمرة، فلا يجوز لها الاكتحال أو وضع أي من مساحيق التجميل.
بينما بيّن "موقع إسلام ويب" أنه لا يجوز للمرأة خلال رحلة العمرة أن تضع المكياج أمام زوجها، مما قد يتسبب في إثارته ووقوعهما في الرفث المنهي عنه، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة الآية رقم 197:
"فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".
كذلك يجب على المرأة أن تحذر من وضع مساحيق التجميل التي تحتوي على طيب (عطر) أمام النساء، لأن الطيب من المواد غير الجائز استخدامها عقب الإحرام، لأنها من الزينة المنافية لصفة الشعث التي تلازم الحج والمعتمر والتي تشير إلى عدم الاكتراث بالعناية في هذه الأوقات.
فقد روى عبد الله بن عمرو في صحيح الجامع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ اللهَ تعالى يُباهِي ملائِكتَهُ عشِيَّةَ عرَفةَ بأهلِ عرَفةَ، يقولُ: انظُروا إلى عبادِي، أتوْنِي شُعْثاً غُبْراً".
هل يجوز وضع المكياج للرجال
روى عبد الله بن عباس (رضي الله عنه): "لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ".
وعليه فإنه لا يجوز للرجل أن يضع مستحضرات التجميل كالنساء، لما في ذلك من تشبه بهن، أما إن كان استخدامه لهذه المساحيق بغرض إخفاء عيب، فقد أشار أهل العلم إلى جوازه ما لم تكن تلك المساحيق مصنوعة من مواد كيميائية ضارة أو منهي عن استخدامها من قِبل المسلمين كمشتقات الخنزير وما نحو ذلك.
تمت الكتابة بواسطة: مروة جمال أحمد.