ما حكم الاحتفال برأس السنة |
تنتشر خلال الأيام الأخيرة من العام الميلادي مظاهر الاحتفال في شتّى البلاد سواءً المسلمة أو غير المسلمة، لكن ما هو حكم الاحتفال برأس السنة في الشريعة الإسلامية؟
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
حرّم الإسلام الاحتفال برأس السنة الميلادية والكريسماس وغيره من الأعياد المنسوبة للنصارى واليهود وغيرهم، فمشاركة المسلم في مثل هذه الاحتفالات هو بمثابة موافقةٍ لهم على ما يدّعونه من الكفر والباطل، وذلك يوصله لطريق الكفر والشرك بالله -والعياذ بالله- دون أن يدري، كذلك مشاركة الكفرة بهذه الأعياد التي لا أصل لها تورثه السخط والإثم وغضب الله تعالى.
وقد وردت العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسّنة النبوية والتي تشير إلى تحريم المشاركة والاحتفال بالكريسماس وأول العام الميلادي منها قول الله جلّ وعلا: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}، [الفرقان: 72] وقد فسّر جمهور العلماء أن شهادة الزور في هذه الآية هي مشاهدة الباطل والمشاركة فيه ومساعدة أهله، فالمسلم يمرّ مرور الكرام باللغو والباطل فلا يشارك فيه، بل يردعه إن استطاع لينشر ويُظهر الحقّ.
ولقد أجمع العلماء على أنّ هذه الاحتفالات التي تُقام في رأس السنة بدعةٌ لا أصل لها في الدين والشريعة، والمشاركة فيها يعدّ تشبهاً بالكفار والمشركين، وأبرزهم كان ابن تيمية وابن باز والألباني وابن عثيمين رحمهم الله تعالى، والمسلم عليه أن يبتعد كلّ البعد عنهم فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم"، [صحيح أبي داود: 4031].
ولا يجوز للمسلم أن يشارك بشيءٍ قد يساهم في إقامة هذه الاحتفالات كصناعة الطعام أو بيع هدايا الكريسماس أو الزينة، قال ابن تيمية: "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيءٍ مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس، ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة، من معيشة، أو عبادة، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك"، حيث أنّ القيام بهذه الأفعال يعدّ مشاركة صريحة في نشر الباطل وإعانة أهله عليه.
وقد قال الشيخ عثمان الخميس في إحدى فتاواه المصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي: أنّ الاحتفال بأول السنة الميلادية أو الكريسماس لا أصل له في الدين وليس من الشريعة الإسلامية العظيمة، ولا بدّ للمسلم من أن يعتزل النصارى واليهود في أعيادهم ومناسباتهم الدينية، لأنّ هذه الاحتفالات تعد ّمناسبات دينية وشعائر خاصة بهم يُقرّون بها دينهم ويقيمونه، لذا لا يجوز للمسلم أن يشارك بها، لأنّ مشاركته تعني الإقرار بدينهم وكفرهم وشركهم بالله تعالى والعياذ بالله.
سبب تحريم الاحتفال برأس السنة والكريسماس
هنالك عدّة وجوهٍ تُفسر سبب تحريم الدين الإسلاميّ لاحتفالات رأس السنة وتحريم المشاركة فيه وأبرزها:
- الدلالات الشركيّة التي تحملها هذه الأعياد فهم يحتفلون بميلاد ابن ربهم وحاشى لله أن يكون له ولدٌ أو ابن.
- فعاليات الاحتفالات التي تتضمن الحفلات الصاخبة الماجنة والأطعمة والمشروبات المحرّمة والاختلاط.
- ترْكُ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام لمثل هذه الاحتفالات وتهميشها والبعد عن ذكرها.
- المشاركة فيها يعدّ تشبهاً وتقليداً أعمى للكفرة والمشركين.
- أنّها ليست من شعائر الدين الإسلامي بل هي بدعة لا بدّ أن يحذر المسلم من اتّباعها.
- للمسلم عيدين فقط شرّعهما الله تعالى له هما عيد الفطر وعيد الأضحى.
حكم حضور احتفالات رأس السنة
بحسب ما جاء في إحدى الفتاوى على موقع "إسلام ويب" فإنّ حضور الاحتفالات من الأمور المحرمة والتي نُهِي عنها المسلمون، حيث أنّها تُشكِّل خطراً على عقيدة المسلم الصحيحة وتهديداً حقيقياً، وذلك لأن هذه الأعياد مبنيّة على الكفر والشرك بالله عزّ وجلّ، والمسلم من واجبه بل ممّا فرضه عليه الإسلام أن يبحث في أصل كلّ أمرٍ قبل الخوض فيه، وذلك من أجل أن يحمي إيمانه وعقيدته ويُبعد نفسه عن المحرّمات والشُّبهات.
قال ابن تيمية رحمه الله: "ثم إن عيدهم من الدين الملعون هو وأهله، فمُوافقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه"، ويعني قول شيخ الإسلام أنّ العقاب والسخط الذي سيكون من نصيب النصارى أهل هذه الاحتفالات والأعياد المبتدعة سيلحق بالمسلمين أيضاً من الذين يشاركونهم فيها ولو بتهنئة أو هدية فقط، لذا وجب على المسلم ترك هذا الأمر والبعد عنه ابتغاءً لرضا الله تعالى وبعداً عن غضبه وسخطه.
حكم مشاهدة احتفالات رأس السنة
ينقسم حكم المشاهدة إلى قسمين، أولهما حكم المشاهدة دون الحضور كمُشاهدة الاحتفالات ومظاهرها وفعالياتها من المنزل أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو أمرٌ لا بأس به وإن كان تركه أولى وأفضل لقلب المسلم وعقيدته، وثانيهما حكم الخروج لمشاهدة هذه الاحتفالات وإظهار الفرح والسرور، وهذا الأمر يساوي حكم المشاركة في هذه الاحتفالات المنكرة، حتى لو كان المُشاهد لا يساهم بشكلٍ مباشرٍ فيها لأنّه بهذا الفعل يقوم بمُسايرتهم ومساعدتهم على التمادي في الباطل وطمس الحق وإبعاد أهله عنه.
فالأَسلم للمسلم الابتعاد عن مثل هذه الشّبهات والمنكرات ونصح أهله ومن حوله بالكفّ عن المشاركة فيها بأيّ شكلٍ من الأشكال حفاظاً على الإيمان ومنعاً لغضب الله تعالى وعقابه الذي يكون شديداً على من أشرك به وكفر وشجّع الكافرين وناصرهم، والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب + إسلام ويب + موقع الإمام ابن باز رحمه الله + فضيلة الشيخ عمر عبد الكافي.
تمت الكتابة بواسطة: ربا شاهين.