 |
| تعريف العصر الجوراسي |
هل تساءلت يوماً كيف كانت الحياة على الأرض قبل ملايين السنين؟، العصر الجوراسي يكشف لنا عن حقائق تُبين كيف كانت الديناصورات تحكم الأرض آنذاك.
ما هو العصر الجوراسي؟
هو العصر الثاني في الفترات الثلاث للعصر الوسيط، حيث بدأ منذ 201,3 مليون سنة، إلى 145 مليون سنة، حيث أتى بعد فترة العصر الثلاثي وقبل العصر الطباشيري.
وينقسم العصر الجوراسي إلى ثلاث مراحل:
- العصر (المبكر): منذ 201.4 مليون إلى 174.7 مليون سنة.
- العصر (الأوسط): منذ 174.7 مليون إلى 161.5 مليون سنة.
- العصر (المتأخر): منذ 161.5 مليون إلى 145.
تكوين موريسون
هذا التكوين هو عبارة عن مجموعة من الصخور الرسوبية، التي ترسّبت في هذا العصر، حيث امتدت في غرب (أمريكا الشمالية) من (مونتانا) إلى (نيو مكسيكو)، ويشتهر هذا التكوين بوجود أحافير الديناصورات وهذا من أبرز سمات هذا العصر.
كان العالم في السابق عبارة عن قارة عظمى تمثل غالبية أراضي الكرة الأرضية، ولكن بعد التغيرات التكتونية القارية والأنظمة البيولوجية والأنماط المحيطية، بدأت القارة العظمى (بانجيا) بالانقسام.
لذا نشأ ما يُسمى المحيط الأطلسي وفصل القارات عن بعضها البعض، وتشكّل خليج المكسيك، كما أن هذه الحركة التكتونية حرضت على إحداث نشاط بركاني كبير، وربط الجزر في القارات، علاوة على ذلك فقد تمت تغطية القارات بالكثير من الممرات البحرية الضحلة، وكل هذا نتج عنه ترسب كبير للرواسب الهاشمية والبحرية.
وتلك الصخور الرسوبية قد أسفرت عن الفحم والذهب والكثير من الموارد الطبيعية الغنية.
ولا يمكن نكران أن انقسام قارة بانجيا والتي كانت تتكون آنذاك من قارة (لوراسيا) وقارة (جندوانا) كان يحدث منذ العصر الثلاثي، إلا أن القارات رغم هذا كانت قريبة في بداية هذا العصر.
ولكن مع ازدياد الحركات التكتونية تم فصل المنطقة الشمالية (لوراسيا) والتي تتكون من (أوراسيا) و(أمريكا الشمالية)، عن المنطقة الجنوبية (جندوانا) والتي تتكون من (أفريقيا وأمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية وأفريقيا والهند واستراليا).
وهذا الفصل قد تم من خلال ممر (تيثيس) وهو عبارة عن طريق بحري استوائي، يمتد من الشرق إلى الغرب.
أحداث بارزة في العصر الجوراسي
بحسب موقع "ناشيونال جيوغرافيك" فقد بدأ العصر الجوراسي بـ إنقراضات جماعية حدثت منذ نهاية العصر الثلاثي حوالي 200 مليون سنة إلى 208 مليون سنة، ليمتد فيما بعد إلى 144 مليون سنة.
وبسبب الأنماط المحيطية وتشكّل الممرات البحرية الضحلة، فقد ساعدت تلك المياه على جعل المناخ في ذاك العصر لأن يكون حاراً وجافاً، أي أعطته طابعاً (شبه استوائي) وتميزت الصحاري بكسائها الأخضر، وانتشار أشجار الـ (سيكاد) التي يمكن تشبيهها بأشجار النخيل اليوم.
وكانت الطبيعة آنذاك ينتشر بها أشجار (الأروكاريا) و(الصنوبر)، و(الجنكة) و(البودوكارب) و(السرخس).
حيوانات العصر الجوراسي
برزت الديناصورات في ذاك العصر رغم الانقراضات الخمسة التي حدثت في العصور السابقة فقد شهد الحد ما بين العصر الثلاثي والجوراسي بنشأة أكبر خمسة انقراضات جماعية وتبعها إنقراض أجناس مختلفة من اللافقاريات البحرية.
إلا أن الكثير من الديناصورات الطائرة قد تركت بصمتها بقوة، وكذلك الأمر بالنسبة للديناصورات العاشبة وأخرى آكلة للحوم مثل (الألوصور) و(ميغالوصوروس).
وتُشير المصادر إلى أن أقدم ديناصور طائر وهو (الأركيوبتركس) قد بقي يحلّق في سماء هذا العصر حتى أواخره، وهذا بحسب ما ذكره "المتحف الوطني التاريخي".
فضلاً عن أن العصر هذا قد ضم أيضاً ديناصورات أخرى مثل (الهيترودونتوصورات) وهي من الزواحف الصغيرة نسبياً والتي لا يتجاوز طولها مترين.
والغريب في الأمر أن الديناصورات وتحديداً في نهاية هذا العصر قد بدأت بالتحوّل من مجموعات صغيرة ومتشابهة في الشكل، إلى مجموعات متنوعة ووصل بعض أنواع الديناصورات آنذاك إلى أحجام هائلة مثل ديناصور: (ستيجوسورس وبراكيوصور وديبلودوكوس).
وبيّن علماء الحفريات أن هذا العصر وبفضل الممرات البحرية الضحلة فقد انتشر به الكثير من الزواحف البحرية مثل: (الإكثيوصورات والبليزوصورات) وهذا النشوء حدث في في الفترتين الجوراسيتين (المبكرة) و(الأخيرة) والتي شهدت ارتفاع في معدل دوران الحيوانات.
نهاية العصر الجوراسي
مع نهاية ذاك العصر واقتراب العصر الطباشيري، بدأت القارات تأخذ مواقعها الحالية على مدى 79 مليون سنة، وقد حكمت آنذاك الديناصورات العملاقة الجزء من نصف الكرة الجنوبي، أما بقية الديناصورات الغير طائرة فقد انتهت بفعل حدث اصطدام الكويكب في نهاية العصر الطباشيري والذي أشار إليه العلماء بأنه أودى بحياة الديناصورات والكثير من الحيوانات الأخرى.
تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.