![]() |
أجمل تعبير عن الربيع |
وفي الربيع تغنى الشعراء ونقلوا أجمل الأوصاف والكنايات لفرط جمال هذا الفصل الكريم، لذا إليك تعبير عن الربيع يجعلك تهيم به عشقاً أكثر لشدة جماله وسحره الأخاذ.
تعبير عن الربيع
وأما عن الربيع، فإن المعاني عند وصفه تنساب وتتسلل من الفاه وتضيع، إنه فصل الخير وصاحب النور الجميل، فلا وصفاً ولا تعبير قد ينصفه، ولكننا في زحمة الشعور نحاول أن نوصف جمال طلّته وما يستطيع فعله في قلوب العامة عندما يلمحونه قادماً بعد شتاءٍ طويل.
1- تعبير (الربيع يزهو مختالاً)
عندما يطلُّ الربيع، ينشر في الأرجاء أضواءً لافتة، وألواناً تثير البهجة في القلوب، ويخطُّ على وجوه العامة البسمة بسخاءٍ يضاهي سخاء حاتم الطائي، فأيّ حروفٍ ستنصف عطاؤك هذا؟
يختال الربيع بطلّته البهية مزهواً بنفسه، وكأنه يعلم تماماً أنه المعشوق من الفصول، فيجعل الأرض تتزين بالأزهار، والشمس تتوجس صوت الضحكات، لتخترق حدود الأرض وتلّون الطبيعة بأنوارها، فتجد اخضرار الأرض أشبه بلوحةٍ أجمل من رسم ألف فنانٍ وفنان.
وها هو الآن يجعل الجميع يجهّز نفسه لانتزاع الألبسة الصوفية والمدافئ وتحضير الملابس الخفيفة والتجهيزات الخاصة للرحلات المختلفة، إنه فصلٌ سخي بعطائه قادر على أن يقلب الموازين بطرف طلّته، لمجرد الشعور بأن الربيع قد أوشك على الدخول والشتاء يلوّح مودعاً، تجد الجميع قد ارتسمت على وجوههم ابتسامة مندفعة من قلوبٍ متحمسة.
وقد صدق البحتري حينما قال: (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكـا، من الحسن حتـى كـاد أن يتكلمـا، وقد نبه النورس في غلس الدجـى، أوائـل وردكن بالأمـس نومـا، يفتقهـا بــرد الـنـدى فكـأنـه، يبث حديثـا كـان أمـس متكلما، ومـن شجـر رد الربيـع لباسـه، عليه كما نشـرت وشيـا منمنمـا).
فهل تغنى أحد مثلما تغنى الكثير بهذا الفصل الذي يختال ضاحكاً؟
بل إن الحب الأبدي يكون لهذا الفصل الكريم، فصل تفتح الورود واندثار المطر بعد زمنٍ مديد.
2- تعبير ( فكم للربيع من محبٍ وقريب؟)
للربيع أقرباءٌ كثر، فالطبيعة والشمس والسماء والورود جميعها تحمل في باطنها صلة وصل بهذا الفصل الكريم، لأنه ومع قدومه تجد جميع تلك الأشياء تُثار بسحره الغريب، فتخضّر الأرض وتتفتح الزهور والشمس تنبثق بشعاعها الذهبي المجنون والسماء تظهر بلونها الأزرق الذي يحمل سحراً مكنون.
فتجد البشر من حوله تُثار ويصيبها الجنون، تريد الخروج لكي تُحال من ظلمة الشتاء المحبوب، والأطفال من حولهم يلعبون، بكراتهم يتقاذفون وبالضحكات يتهافتون، إنه الفصل المحبوب، والمعشوق الأول وليس له مرادف يوصف جماله وسحره لهذا الكون.
أيا ربيع الروح قبل الفصول، هل لك أن تبقى على بهجتك تلك التي تملأ العيون وتنغلق من فرط السعادة به الجفون؟
أيا من يُظهر عظمة الخالق في تكوينه لهذا الكون المعجوب، هل لطلتك تلك ألا تنهي احتفال الخلق بوجودك المبجّل الذي ينشر السرور؟.
أولم تشهد قدراتك العجائبية في بث السعادة والحماس دون قيد أو حتى وجود حدود؟ بل أنت تعلم تماماً أنك تثير في النفس ما انطفئ منذ شهور، فإليك أقول، دعنا نلتمس منك الشعور، لتُشرق ما في داخلنا من عبثٍ وهمٍ مكبوت، وتستبدله بشعور الروح التي تصبح من فرط السعادة تختال مثلك ضاحكة وتشابه بهذا المجنون.
3- تعبير (في قلب كل شتاء ربيعٌ يختلج)
وراء نقاب الشتاء، هناك ربيعٌ يبتسم، فالربيع بسمة الطبيعة حتى قبل أن تجود بعطائها، إنه الفصل الأحب لقلوب الأطفال، فهم يستبشرون خيراً بطلته ويتراكضون ليلاعبوا سحره الآخاذ.
ففي ظلاله الوافرة تجده يستسيغ أن يجعلك متفائلاً رغماً عنك، بمجرد أن تفتح نافذتك وتلتقط إشراقة الشمس في وجوده، وزهوة الأرض بطلّته وصوت العصافير وهي تهيم حباً وسعادة به، ستشعر حينها كَم أن الربيع جميل وكأنه عروس الفصول والأكثر تفضيل.
فها هو الآن يلّوح لنا بالترحيب، مبشراً بأنه قادم وليس بعيد، إنه فصل الربيع، فصلٌ يلوذ كل من يشاهده بالفرار من كل آسى سبق له أن عانى منه ليستبشر برؤية الربيع خيراً ويدحض كل ذاك الظلام الذي كان يعيشه.
إنه فصل الحب والمحبة، والألفة والمودة، وسكينة الروح وسعادتها، وبه تفيض القلوب بالحماس المستثار الذي يدفع بها نحو أملٍ جديد.
هذا الفصل يعيد إليك الأمل الذي اندثر، فتشعر وكأن الدنيا تعطيك فرصة أخرى للمحاولة بقلبٍ منشرح بحلول الربيع، فكيف لك أن لا تعشقه وتحزن عليه ولا تتمنه له مغيب؟.
لذا ايقظ شعورك بالمحبة بعد فتح نافذتك والتماس شعاع الشمس المنطلق من جوف الربيع، واسعد نفسك بكوب قهوة على شرفة منزلك بجانب صوت العصافير وقهقهات الأطفال بعد غيابٍ طويل.
تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.