أجمل أبيات مدح الرجال مكتوبة تستحق القراءة

أبيات مدح الرجال
أحلى أبيات مدح الرجال

لم يكن لمدح الرجال غاية التزيين اللغوي فحسب، إنما انعكاساً لقيم ومبادئ تفاخرت بها الشعوب على مر العصور، إليك أهم أبيات مدح الرجال وأجملها.

أجمل أبيات مدح الرجال

شعر سبحان من خلق الرجال

يقول محمد مهدي الجواهري:

سبحان من خلق الرجالَ فلم يجدْ،

رجلاً يحق لموطن أن يُخلقا،

ما إن يزالُ مرَّشحاً لأُموره،

متجبراً أو طامعاً أو أحمقا،

وطني وداؤك أنفسٌ مملوءة،

جَشَعاً فمن لي أن تُبِلَّ وُتفرقِا،

بلوى الشعوب مخادعون إذا ادَّعوا،

للنصح كذَّبتِ الفِعالُ المنطقا،

الآن يلتمسون فكّ وَثاقه،

من بعد ما نزل البلاء وأحدقا،

وطني ومن لك أن تعود فترتقي،

من بعد ما أعيا وعزّ المرتقى،

ما إن ترى عينٌ لصبْحِك مَصْبحاً،

للعاشقين ولا كليلِك مَغْبقا،

زَهَرْت رياضك واجَتليتَ محَّلثاً،

وصفت مياهك واحْتسيْتَ مرنقا،

أفتلك دجلةُ بالنعيم مرفرفاً،

تجري وبالعذب الزلال مصَّفقا،

باتت تدفقها الرياح وإنما،

ضاقت مسايلُ مائها فتدفقا،

وبكت لواردها أسىً وكأنها،

أمست تصعِّد منه صدراً ضيِّقاً،

أقضى مرامِك أن تَفيضَ فتشتكى،

ظمأ ربوعُك أو تفيض فتغرقا،

لو يعلم الشجرُ الذي أنبتَّهُ،

ما حل فيك منَ الأذى ما أورقا،

رَجَعت خلاءً كفُّهم بك ثرةً،

وَرَجعت أنت أبا الخزائن مُملِقا،

أشفقت مما قد مُلكت قساوةً،

أن لا ترِقَّ إذا ملكتَ فتُشفقا،

مالي وطارقةُ الخطوب إذا دهت،

فلكم سألت الله أن لا تُطرقا،

عزم الرجال إذا تناهى حدهُّ،

مثلُ الكِمام إذا استوى فتفتقا،

مَثَلٌ جرى فيما مضى لمحنكٍ،

من "يعرب" رام السداد فَوُفِّقا،

أعيا به جمع العِصي فلم يُطِق،

تحطيم َوحدتهنَّ حتى فرَّقا،

أهدى لكم لو تقتفون سبيله،

مَثَلاً به كان السبيلَ إلى البقا.

شعر الرأي قبل شجاعة الشجعان

يقول المتنبي في شعره:

وَإِذا الرِماحُ شَغَلنَ مُهجَةَ ثائِرٍ،

شَغَلَتهُ مُهجَتُهُ عَنِ الإِخوانِ،

هَيهاتَ عاقَ عَنِ العِوادِ قَواضِبٌ،

كَثُرَ القَتيلُ بِها وَقَلَّ العاني،

وَمُهَذَّبٌ أَمَرَ المَنايا فيهِمِ،

فَأَطَعنَهُ في طاعَةِ الرَحمَنِ،

قَد سَوَّدَت شَجَرَ الجِبالِ شُعورُهُم،

فَكَأَنَّ فيهِ مُسِفَّةَ الغِربانِ،

وَجَرى عَلى الوَرَقِ النَجيعُ القاني،

فَكَأَنَّهُ النارَنجُ في الأَغصانِ،

إِنَّ السُيوفَ مَعَ الَّذينَ قُلوبُهُم،

كَقُلوبِهِنَّ إِذا اِلتَقى الجَمعانِ،

تَلقى الحُسامَ عَلى جَراءَةِ حَدِّهِ،

مِثلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جَبانِ،

رَفَعَت بِكَ العَرَبُ العِمادَ وَصَيَّرَت،

قِمَمَ المُلوكِ مَواقِدَ النيرانِ،

أَنسابُ فَخرِهِمِ إِلَيكَ وَإِنَّما،

أَنسابُ أَصلِهِمِ إِلى عَدنانِ،

يا مَن يُقَتِّلُ مَن أَرادَ بِسَيفِهِ،

أَصبَحتُ مِن قَتلاكَ بِالإِحسانِ،

فَإِذا رَأَيتُكَ حارَ دونَكَ ناظِري،

وَإِذا مَدَحتُكَ حارَ فيكَ لِساني.

شعر توقفت عن مدح الرجال

يقول الحيص بيص:

ترفَّعتُ عن مدح الرجال وقادني،

إيابٌ لأسباب الضَّرورة يغلبُ،

غداةَ قُفولٍ من خُراسانَ عاطفٍ،

يكدُّ ظهور اليعملات ويُتْعبُ،

وأجمَمْتُ قولي عن ثناء مُنوِّلٍ،

وإنْ طابَ عِرض أو تكرم مكسب،

فلا مدحَ إلا مفخرٌ وبَسالةٌ،

ولا منشدٌ إلا المليكُ المحجَّبُ،

وقالوا بخيلٌ بالمدائح عاتِبٌ،

على دهره حتَّامَ يشكو ويعْتبُ،

فقلتُ لهم والفضل ينغض عِطفَهُ،

وبي ضجْرةٌ سوداؤها تُتهِيَّبُ،

علامَ أذيعُ الحمد والذمُّ واجبٌ،

وأرضى عن الأيام والمجدُ مُغضب،

وعزٌّ أتى من سِنْجرٍ فأحلَّني،

محلَّ الثريَّا والمُبادونَ رُسَّبُ،

سَريتُ به وجه الفصاحة أن تُرى،

تُزفُّ إلى غير المكانِ وتُخطبُ،

وأبلجُ جادتْ أصْفهانُ بفضلِه،

رحيبُ الفِنا والخُلق أفضى وأرحب،

سخوتُ له بالمدح حُباً وقُرْبةً،

فلا بالنَّدى يلوي ولا أنا أكذبُ،

وهل كيمين الدين طودٌ إذا انتدى،

رزينٌ وصرفُ الدهر يغلي ويجلب،

وغيثٌ هطولٌ لا يغِبُّ قُطارهُ،

يسحُّ على الأزمات رفداً ويُكسب،

وليثٌ إذا خامَ الكميُّ جرتْ به،

عزائكُ لا نابٌ طريرٌ ومِخلبُ،

يُبالغُ في كسب المحامدِ أنَّه،

رأى كل كسبٍ ما خلا الحمد يذهب،

وكم من يدٍ بيضاء أسْدى تبرُّعاً،

إليَّ وقد ضَنَّ البخيلُ المُخيِّبُ.

قصيدة أرى القول يحلو بذكر الرجال

يقول أحمد فارس الشدياق:

أرى القول يحلو بذكر الرجال،

وليس بذكر ذوات الدلال،

رجال السياسة والأمر والنهي،

أهل الكياسة أمثال عالي،

لقد قلت في مطلع القول حسنا،

وإذ قلت بالشبه ساء مقالي،

لأن الذي رمت مدح علاه،

بدا في المعالي بدون مثال،

وزير يشد به الملك آزرا،

مشيرا لآرائه النجح تال،

إذا رام أمرا أمر عليه،

نحبيحا يذلل صعب المنال،

فيقتار كل شرود ويدنى،

بعيد الأماني إلى كل بال،

وأقلامه السمر من فوق بيض الصحائف،

تفعل فعل العوالي،

يذل لها كل عاص وتعنو،

لامرتها ماضيات النصال،

تدبر ملكا بعيد النواحي،

وتفصل بالحق كل عدال،

وتعمر للأصدقاء بيوتا،

وأما بيوت العدى فخوالي.

قصيدة المرء يُعرف في الأنام بفعله

يقول الإمام الشافعي:

المرء يُعرفُ فِي الأَنامِ بِفِعْلِهِ،

وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيمِ كَأَصْلِهِ،

إضبِرٍ عَلَى حُلْوِ الزَّمَانِ وَمِرَّه وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ،

لا تَسْتَغِيبٍ فَتُسْتَغَابُ، وَرُبِّمَا،

مَنْ قَالَ شَيْئاً، قِيْلَ فِيْهِ بِمِثْلِهِ،

وَتَجَنَّبِ الفَحْشَاءَ لَا تَنْطِقُ بِهَا،

مَا دُمْتَ فِي جِدِّ الكَلامِ وَهَزْلِهِ،

وَإِذَا الصَّدِيقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ،

فَاصْفَح لأجل الوُد لَيْسَ لَأجْلِهِ،

كُمْ عَالَم مُتَفَضَّلٍ، قَدْ سَبَهُ.!

مَنْ لا يُسَاوِي غِرْزَةً فِي نَعْلِهِ!

البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُ حِيَفُ الفَلا،

والدرّ مَطْمُوْرُ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِ،

وَاعْجَبْ لِعُصْفُورٍ يُزَاحِمُ بَاشِقا،

إِلَّا لِطَيْشَتِهِ.. وَخِفَّةٍ، عَقْلِهِ!

إِيَّاكَ تَجْنِي سُكْرًا مِنْ حَنْظَلٍ،

فالشيءُ يَرْجِعُ بِالْمَذَاقِ لَأَصْلِهِ،

فِي الجَوِّ مَكْتُوبٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى،

مَنْ يَعْمَلِ المَعْرُوفَ يُجْزَ بِمِثْلِهِ.

قصيدة سألت من الكريم من الرجال

يقول المعولي العماني:

سَألتُ مَن الكريمُ من الرجالِ،

ومَنْ يعطي الجزيلَ مِنَ النوالِ،

ومَنْ يقضِى حوائجنَا سريعاً،

لديه بغير مَنٍّ أو مِطَالِ،

ومَنْ إنْ جئته تبغِى عَطاءً،

أجَابكَ مُسرعاً قبلَ السؤالِ،

ومَنْ يَهَبُ الكثير مِنَ العطايَا،

يجودُ بمَا لديه ولا يُبَالِي،

فقالوا ليسَ يوجدُ مثلُ هذا،

سِوى الزاكِي الفتى أهل المعَالِي،

تمت الكتابة بواسطة: فريال محمود لولك.

author-img
موقع محترفين العرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent