حقائق ومعلومات عن طهران عاصمة دول إيران

معلومات عن طهران
معلومات عن طهران

في طهران تلتقي الجبال والسحاب، وتتعانق الأزقّة بعبق التاريخ، هي مدينة أسطورية تتراقص فيها الثقافات والألوان، مما جعلها محوراً للمهتمين والباحثين لمعرفة معلومات عن طهران وتاريخها الغني.

أهم معلومات عن طهران

تعتبر طهران المعروفة باللغة الفارسية بـ (تهران)، عاصمة دولة (إيران)، وأكبر مدينة من حيث المساحة فيها، كما تضم عدداً كبيراً من السكان، مما عزز التنوع الثقافي وكثرة اليد العاملة، فأصبحت مركزا ثقافياً بارزاً يضم أكثر من 40% من المؤسسات والمنشآت التعليمية في إيران، وتتربع المدينة فوق عرش الصناعة، إذ تتركز في المدينة معظم الصناعات الأساسية مثل صناعة السكر والأسمنت والنسيج وغيرها.

أين تقع طهران؟

تقع طهران في القسم الشمالي من دولة إيران، تحت جبال (ألبرز) الشامخة، على خط طول 51.25 شرقاً، و خط عرض 35.41 شمالاً، كما ترتفع حوالي 1200 إلى 3900 متراً فوق سطح البحر، ولم تكن طهران هي العاصمة الأولى لدولة إيران، بل هي العاصمة الثانية والثلاثون للدولة بعد مدينة (شيراز وتبريز وأصفهان...).

وقد تسبب موقع طهران الجغرافي المُتأثر بسلسلة جبال ألبرز، بتمتعها بمناخ شبه جاف ودافئ في معظم المناطق، حيث تجد أن فصل الصيف طويل جداً في طهران، ما عدا المناطق الشمالية، فهي رطبة نسبياً، إذ تشهد طهران سنوياً وبمعدل وسطي حوالي 48 يوم من البرد الشديد، أمّا فيما يخص الأمطار، فإن معدّل سقوط الأمطار متوسطاً، والرياح متوسطية رطبة.

المساحة وعدد السكان

شهدت العاصمة الإيرانية طهران نمواً سكانياً ملحوظاً، فقد بلغ عدد سكان طهران بحسب الاحصائيات لعام 2016م، حوالي 13,267,637 نسمة، بما يعني أن الكثافة السكانية في طهران تبلغ حوالي 12673 نسمة/كم2، وهي كثافة سكانية عالية، إذ تحتل مدينة طهران بذلك (المركز الثالت) كأكبر مدينة من حيث عدد السكان في الشرق الأوسط، مما يجعلها تفيض بتنوع ثقافي وقومي هائل، فهي تضم مزيجاً من الأكراد واللور والأتراك الٱذريون والأرمن.

وتتحدث الغالبية العظمى من السكان باللغة الفارسية، التي تعتبر اللغة الرسمية في البلاد، بينما تُعبّر الأقليات الأخرى عن هويتها من خلال لغاتها الأصلية بجانب الفارسية، ويتناغم هذا المزيج من القوميات والأعراق على أرض محافظة طهران التي تبلغ مساحتها حوالي 18,814 كيلومتر مربع، ومعظمهم ينتسبون إلى الطبقة الوسطى.

تاريخ مدينة طهران

يعود تاريخ هذه المدينة العريقة إلى ٱلاف السنين، ولكنها كانت قرية صغيرة من قرى مدينة (الري) أو (شهر ري) كما تُعرف بالفارسية، وبقيت هكذا إلى أن قرر الملك القاجاري (ٱغا محمد خان) عام 1795م، أن يرتقي بها إلى عاصمة للدولة الإيرانية بعد أن كانت العاصمة السابقة هي (شيراز)، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة التحول الكبرى في المدينة، إذ انطلقت الإصلاحات الإدارية والمعمارية في المدينة لتحويلها إلى وجهة حضارية.

فقد تم هدم جميع المباني القديمة في طهران في العشرينات من القرن الماضي، ليتم استبدالها بالهياكل والمباني الجديدة المُصممة على الطراز الغربي، والمميزة بارتفاعها الشاهق، مما سمح باستيعاب عدد أكبر من السكان، كما قاموا بإصلاح الطرقات وأصبحت شوارع المدينة عريضة وجميلة، لتُمثّل طهران منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا القلب النابض وشريان الحياة لدولة إيران، فهاجر إليها الكثير من السكان، لينعموا بالحياة المعيشية السهلة والمريحة فيها.

الثقافة والتعليم في طهران

لقد أسهم تدفق هذا العدد الهائل من المهاجرين والسكان الأصليين للمدينة، إلى التنوع الثقافي فيها، وتم تشييد عدد كبير من المنشٱت التعليمية في المدينة من مدارس ومعاهد وجامعات، حيث تضم طهران عدداً وافراً من الجامعات المرموقة المتخصصة في مختلف المجالات العلمية، مثل جامعة (إيران للعلوم الطبيّة) وجامعة (طهران) وجامعة (شريف للعلوم التقنيّة)، ما أسفر عن انخفاض ملحوظ في نسبة الأمية في طهران.

كما تحتوي المدينة على عدد كبير من المكتبات العامّة، مثل مكتبة (الكنوز الوطنية) ومكتبة (إيران الوطنية)، وتقوم هذه المكتبات بتقديم الخدمات لجميع المواطنين، وتسهم في إتاحة أهم الكتب والمخطوطات القديمة والنادرة، ومن مظاهر الثقافة المتألقة في طهران، إنشاء عدد كبير من المسارح الفنية، وإقامة مهرجان فجر الدولي بشكل دوري في طهران، كما تم بناء الكثير من الملاعب والمنشآت الرياضية، إلى جانب وجود مجموعة من المتاحف الشهيرة التي تهتم بعرض التاريخ الأثري لإيران.

الاقتصاد في طهران

تعتبر طهران مركزاً اقتصادياً بارزاً للدولة الإيرانية، إذ يُشكّل النشاط الاقتصادي فيها أكثر من 40% من إجمالي الاقتصاد الوطني، فهي تحتضن عدداً وفيراً من المصانع التي تقوم بإنتاج السكر والسجائر والنسيج والأسمنت والطوب، معززة بذلك أساسيات التنمية اقتصاد التي تقوم عليها حضارات الشعوب، وتعتبر طهران من المحافظات التي تتيح فرص عمل كثيرة، مما أدى إلى تراجع نسبة البطالة فيها، إذ يعمل غالبية سكانها في وظائف الدولة والدوائر الحكومية والمصارف، كما تعتمد في اقتصادها على النفط والبناء.

وتضم طهران الأسواق التجارية ذات الموقع الاستراتيجي في منتصف المدينة، الذي يسمح للتجّار بعرض بضائعهم وبيعها بسهولة، مما يزيد من حماسهم وإنتاجيتهم، كما يوجد في قلب المدينة سوق تاريخي قديم يُسمّى (بازار طهران الكبير)، يعود تاريخه إلى ٱلاف السنين، يُعرض فيه الصناعات والمنتجات اليدوية، والمجوهرات والمنسوجات، بالإضافة إلى كل ما سبق، فإنها مركزا للصناعات الكهربائية، وتطوير الأسلحة.

وسائل النقل في طهران

توفّر مدينة طهران وسائل النقل العامة والمريحة للسكان، بما في ذلك سيارات الأجرة والحافلات والقطارات والأنفاق، وتم افتتاح مترو طهران بين عامي 1999م و2001م، والذي يعتبر أكبر نظام مترو في الشرق الأوسط، إذ يقوم بنقل أكثر من ثلاثة ملايين شخص يومياً، لكن بالرغم من كل هذه التسهيلات، إلّا أن طهران تُعاني من أزمة سير خانقة.

بالإضافة إلى كل هذا فإن طهران تضم مطارين مهمين، هما:

  • (مطار مهر آباد الداخلي).
  • (مطار مهر آباد2) ويُعرف أيضاً بـ مطار(الإمام الخميني الدولي)، ويعتبر مطار الخميني من أكبر المطارات في إيران.

أهم المعالم السياحية في طهران

  • برج توغرول أو (طغرل): يُشكل رمزاً تاريخياً عريقاً، يعود سبب تسميته إلى الملك الذي قام بتأسيسه، وهو ملك السلاجقة (طغرل)، بُني هذا البرج بمهارة باستخدام الطوب، يتّخذ شكلاً دائرياً، مما يجعله واحداً من أهم المعالم الأثرية في طهران.
  • قصر جولستان: يُعتبر هذا القصر من أقدم المعالم التاريخية التي تُزيّن طهران، فهو المقصد الأول للكثير من السيّاح، لرؤية تصميمه المعماري الرائع، كما يضم القصر (قاعة المرايا) المشهورة.
  • مجمع قصر نياوران: يقع المجمع في أحضان شمال شرق إيران، وهو مكوّن من طابقين، تم بناءه على مساحة واسعة تبلغ حوالي 9 آلاف متر مربع، بطراز معماري إسلامي، حيث يتناغم عبق العصري القاجاري والبهلوي مع جمال الطبيعة الساحر، إذ يقع هذا القصر ضمن حديقة رائعة الجمال، وهو موطناً لآلاف الزوار خلال عيد النوروز.
  • قصر المرمر: يُعرف أيضاً بـ (قصر الرخام)، وقد كان مقراً لحكّام الدولة البهلوية.
  • بازار طهران: أحد أهم المراكز التجارية في طهران، ويعتبر من أقدم وأكبر الأسواق التجارية، يحتوي البازار على عشرة مداخل والكثير من الممرات، حيث يتخصص كل ممر بتجارة معينة كـ (النحاس أو الذهب أو الورق وغيرها)، كما يعود تاريخ البازار إلى عصر السلالة الصفوية والقاجاريون.
  • برج ميلاد: يقع عند المدخل الغربي للمدينة، وقد اكتمل بناءه عام 1971م، يبلغ ارتفاع هذا البرج حوالي 435 متراً فوق سطح الأرض، وهو من المعالم السياحية التي تعكس جمال فن العمارة الإسلامية في طهران، فضلاً عن استخدامه لمراقبة السياحة والمرور، ولتسهيل الاتصالات اللاسلكية، فهو أعلى برج للإتصالات في إيران.
  • برج آزداي: المعروف أيضاً باسم (برج الحرية)، يقع غرب طهران ضمن ساحة تحمل نفس الاسم، ويبلغ ارنفاعه حوالي45 أو 50 متراً، وهو عبارة عن قوس نصر باللون الأبيض، مُغلّف بالرخام، وكان الغرض من بنائه عام 1971م هو الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 2500 لتأسيس الدولة الإمبراطورية الإيرانية.
  • جسر الطبيعة للمشاة: وهو جسر يصل بين حديقتين عامّتين، ليمنح الزائر الفرصة للانغماس في سحر المناظر الطبيعية الخلّابة، حيث يتحقق الهدوء والنقاء في تلك المساحة الخضراء، وقد تم إنشاء وتشييد هذا الجسر عام 2014م، وهو مكوّن من ثلاث طوابق.
  • كاتدرائية سركيس: كنيسة أرمنية أرثوذكسية، تم تسميتها بهذا الاسم تيمّناً بالقديس المحارب سركيس، وتخليداً لذكراه، وتعتبر أكبر كنيسة في العاصمة الإيرانية (طهران).

ما سبب تسمية طهران بهذا الاسم؟

تساءل الكثير من الروّاد عن معنى وتاريخ تسمية طهران بهذا الاسم، وبعد البحث والتدقيق، توصّلنا إلى أن معظم التفسيرات تُشير إلى أن كلمة (تهران) تعني (تحت الأرض)، وذلك كناية عن الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه الهاربون من الهجمات، وقد قام المُفسّرون بتجزئة الكلمة إلى شقّين: (ته) التي تعني (تحت)، و(ران) التي تُشير إلى (الأرض المُسطّحة أو المُنبسطة)، ومن هذا المُنطلق نرى أن هذه التسمية تعكس طبيعة المدينة كملاذ آمن في زمن الاضطراب.

تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.

author-img
موقع محترفين العرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent