معلومات عن الفضاء الخارجي |
غالبًا ما نشير إلى كوننا المتوسع بكلمة بسيطة: الفضاء الخارجي، حيث الأقمار والكواكب والأجرام السماوية، ما هو الفضاء وما هي ماهيته هو ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما هو الفضاء الخارجي
يُعدّ الفضاء الخارجي عبارة عن فراغ شبه مثالي ذو ضغط منخفض للغاية، وهو خالٍ تقريباً من المادة، حيث تطفو في أرجائه ذرات من الغاز والغبار ومواد أخرى، بالتالي لا يستطيع أن ينقل الصوت لعدم وجود قرب كافي بين جزيئاته، كما يمثّل الفضاء الخارجي كل العناصر التي تقع خارج الغلاف الجوي للأرض، ابتداءاً من الشمس والكواكب وصولاً إلى النجوم والمجرات، حيث تم الاتفاق عام 1957، على اعتبار بداية الفضاء الخارجي بعد تجاوز ارتفاع 50 ميل فوق مستوى سطح البحر، وهو ما يُعادل 80 كيلو متر، ثم تم تعديله لتصبح بداية حدود الفضاء بعد تجاوز ارتفاع 100 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر، وتم تبنّي هذا التعريف من قبل الاتحاد الدولي للطيران (FAI)، ويُعرف هذا الحدّ باسم خط كارمان، بالتالي تم رسم خط كارمان على مسافة 100 كيلومتر كحد وهمي مناسب لفصل الغلاف الجوي عن الفضاء، وتعترف به معظم الدول مع وجود بعض الاستثناءات، حيث تتبنّى وكالة ناسا، وهيئة الطيران الفيدرالية والقوات الجوية الأميركية الحد الأقصى للارتفاع الذي يبلغ 50 ميل.
كيف يكون الفضاء الخارجي
يُشبه الفضاء الخارجي محيط ضخم لا حدود له ينتظر من يستكشفه، وسواء استخدمنا مسبارات فضائية آلية أو ذهبنا إلى هناك بأنفسنا، فإن الطريق إلى النجوم بالتأكيد سيكون طويل، فبعد تجاوز خطّ كارمان الوهمي، لا يوجد هواء ملموس للتنفس كما يتشتت الضوء، ويبدأ اللون الأزرق بإفساح المجال للون الأسود في أن يطغى على الفراغ، وذلك بسبب اختفاء جزيئات الأكسجين التي تمنح السماء لونها الأزرق، ولا أحد يعرف بالضبط مدى اتساع الفضاء إلا أنه فارغ نسبياً، مع وجود قطع حطام وذرات ضالّة من الغبار والغاز تطفو حوله، بالتالي عند إرسال مسبار إلى كوكب بعيد، فإن المركبة لن تواجه مقاومة أثناء إبحارها عبر الفضاء، كما أظهرت الأبحاث وجود أشكال مختلفة من الإشعاع، وهي جسيمات مشحونة من الشمس وتسبّب أحياناً الشفق القطبي بالقرب من أقطاب الأرض، في الواقع يغمر الكون بأكمله الأشعة الكونية الميكروية (CMB)، والتي هي في الأساس الإشعاع المتبقي من الانفجار المعروف باسم الانفجار العظيم، حيث تُعرف بكونها أقدم إشعاع تستطيع أجهزتنا اكتشافه في هذا الوقت.
مكونات الفضاء الخارجي
تتفاوت كثافة الفضاء إلا أنها في المتوسط لا تتجاوز ذرة واحدة لكل سنتيمتر مكعب، بالتالي تخيل فقط أن مكعب بحجم حجر النرد من الفضاء الخارجي يتضمّن جزيء واحد أو اثنين فقط من الهواء، في حين يحتوي المكعب بنفس الحجم من الغلاف الجوي للأرض على مليارات من جزيئات الهواء، في اتجاه آخر تنتشر في الفضاء مادة متناثرة تسمى الوسط بين النجوم، وهي عبارة عن ذرات الهيدروجين والهيليوم، وهي العناصر الأكثر شيوعاً في الفضاء، إلى جانب وجود غبار كوني وهي جزيئات صغيرة من عناصر مختلفة، بما في ذلك الكربون والسيليكون، في حين تتكوّن الأشعة الكونية في المقام الأول من البروتونات ونوى الذرات، وتأتي من نجوم مختلفة بما في ذلك الشمس، المستعرات العظمى، والمواد التي تسقط في الثقوب السوداء، والمجرات المتصادمة وأكثر من ذلك، كما تتخلّل الفضاء مجالات مغناطيسية تولدها النجوم والكواكب والعديد من الأجرام السماوية الأخرى.
شكل الفضاء الخارجي |
وصول الانسان الى الفضاء الخارجي
أنشأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية برامجهما الصاروخية الخاصة، حيث أطلق السوفييت أول قمر صناعي إلى الفضاء في الرابع من أكتوبر 1957، وفي الثاني عشر من أبريل 1961، انطلق الملازم الروسي يوري جاجارين في القمر الصناعي فوستوك 1، ليكون أول إنسان يدور حول الأرض، حيث استغرقت رحلته 108 دقائق، ووصل خلالها إلى ارتفاع 327 كيلومتر (حوالي 202 ميل)، وذلك حسب ما ورد في موقع Aerospace المختص بأمور الفضاء، بينما انطلق أول قمر صناعي أمريكي إلى مداره في 31 يناير 1958 وكان يُدعى (إكسبلورر 1)، وفي عام 1961، أصبح رائد الفضاء (آلان شيبرد) أول أمريكي يطير إلى الفضاء، وفي 20 فبراير 1962، أصبح رائد الفضاء (جون جلين) أول شخص أمريكي يدور حول الأرض، وفي عهد الرئيس الأمريكي (جون ف. كينيدي) تم تحديد هدف وطني بإنزال رجل على القمر وإعادته سالماً إلى الأرض خلال عقد من الزمان، وفي 20 يوليو 1969، خطا رائد الفضاء نيل أرمسترونج على سطح القمر لأول مرة، في خطوة شكّلت قفزة عملاقة للبشرية.
الفضاء الخارجي والكواكب
يضم الفضاء الخارجي العديد من العوالم المدهشة، أبرزها المجموعة الشمسية التي يُعدّ مركزها الشمس، وهي عبارة عن كتلة ضخمة دائرية الشكل من الغاز المحترق، مكوّنة في الغالب من الهيدروجين، وهي تشكّل 99% من الكتلة الكلية للنظام الشمسي، يدور حولها أربع كواكب ذات سطح صخري صلب وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ، وكوكبان هما عمالقة الغاز (زحل والمشتري)، وكوكبان ذو طبيعة صلبة متجمدة يدعيان (نبتون وأورانوس)، بينما تتوضّع الكواكب من الأقرب للشمس حتى الأبعد كما يلي:
عطارد
وهو أقرب الكواكب من الشمس، حيث تتلقّى الجهة المقابلة منه للشمس حرارة كبيرة تصل (430) درجة مئوية، بينما الجانب الثاني منه تبلغ حرارته (180-) درجة مئوية، يتحرك عطارد بسرعة كبيرة حول مدار قصير، ولا يتجاوز عامه الكامل 88 يوم.
الزهرة
يُعرف كوكب الزهرة باسم توأم الأرض بسبب تشابه الأحجام بشكل كبير، وهو الكوكب الأكثر سخونة في المجموعة الشمسية حيث تبلغ درجة حرارته 460 درجة مئوية، ويتميز بغلاف جوي سميك يعمل على حبس حرارة الشمس داخل الكوكب، ويستغرق دورته حول الشمس 225 عام.
الأرض
وهو الكوكب الوحيد المأهول بالسكان حتى الآن، فهو ليس بالقريب جداً من الشمس أو بعيد عنها، بالتالي يحافظ على درجة حرارة متوازنة لدعم الحياة، كما أنه الكوكب الوحيد الذي يضم ماء سائل والذي تحتاجه الكائنات للبقاء على قيد الحياة.
المريخ
يبلغ حجمه نصف حجم الأرض، وله غلاف جوي رقيق يحافظ على درجة حرار مستقرة في الكوكب، حيث تبلغ (20) درج مئوية، وقد تنخفض لتصل حتى (-153) درجة مئوية، يضمّ المريخ ماء متجمّد عند أقطابه، ويحظى بلقب الكوكب الأحمر.
المشتري
وهو الكوكب الأكبر والأضخم في المجموعة الشمسية، تجري حوله الرياح حاملةً معها سُحبًا من أنواع مختلفة من الجليد والسوائل والغازات، وهو ما يُفسّر ظهور الكوكب وكأنه مُخطّط، يضمّ اليوم الواحد على كوكب المشتري أقل من عشر ساعات، بينما يستغرق العام حوالي اثني عشر سنة أرضية.
زحل
وهو كوكب عملاق غازي، أقل كثافة من كوكب الأرض، يتميّز بحلقاته الجميلة التي تمتد لمسافة 280 ألف كيلومتر تقريباً من الكوكب، والتي يُعتقد أنها عبارة عن أجزاء من المذنبات أو الكويكبات أو الأقمار التي تحطمت قبل وصولها إلى الكوكب، ويستمر اليوم لمدّة تقلّ عن إحدى عشر ساعة.
أورانوس
وهو أكبر من الأرض بأربع مرات، تبلغ متوسط درجة الحرارة على السطح (195-) درجة مئوية، وقد تصل إلى (-224) درجة مئوية، والتي تُعدّ أبرد درجة حرارة تم تسجيلها على أي من الكواكب، كما يستغرق يوم على كوكب أورانوس حوالي 17 ساعة.
نبتون
وهو أكبر من الأرض بأربع مرات، ويُعدّ الكوكب الثاني ضمن الكواكب الجليدية العملاقة، يبلغ متوسط درجة حرارته حوالي (200-) درجة مئوية، ويستمر اليوم على سطحه لمدة 16 ساعة، كما يمتلك 13 قمر حول مداره.
بلوتو
وهو أصغر الكواكب وأبعدها عن الشمس، مما دفع الاتحاد الفلكي الدولي إلى استبعاده عام 2006م، حيث تم تصنيفه واحد من الكواكب القزمة، وهو يتضمّن ماء متجمّد وهو يستغرق 248 سنة أرضية ليدور حول الشمس.
الكواكب |
آيات من القرآن عن الفضاء الخارجي
فيما يأتي آيات من القرآن الكريم تتحدث عن الأجرام السماوية والفضاء:
- {فلَا أُقسم بِمواقِعِ النُّجوم، وإِنهُ لَقسمٌ لَو تَعلَمونَ عَظيم، إنَّه لَقرْآنٌ كرِيم، في كِتابٍ مكْنون.
- {إِنّا زَيّنَّا السّماءَ الدُّنْيا بِزِينةٍ الكَواكِبِ وَحِفظاً مِن كُلّ شَيطَانٍ مَارد لا يَسَّمَّعونَ إِلى المَلإِ الأَعْلَى وَيُقذَفونَ منْ كلِّ جَانب}.
- {اللَّه الَذي جعلَ لكمُ الأَرضَ قراراً والسَماءَ بِناءً وصوَّركمْ فأَحسنَ صورَكمْ وَرزقَكم مِن الطيِّباتِ ذَلِكم اللَّه رَبكمْ فتَبارَكَ اللَّه رب العالَمينَ}.
- {أَلَم تَرَوا كَيْف خَلقَ اللَّه سَبعَ سَماوَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمرَ فيهِنَّ نورًا وَجَعلَ الشَّمسَ سِرَاجاً}.
- {وَجَعَلنَا السَّماء سَقفاً مَّحْفوظاً وَهمْ عَنْ آياتِهَا معْرِضونَ}.
- {سَنريَهِمْ آَياتِنا فِي الآَفاقِ وفي أَنفسِهِمْ حتَّى يَتبيَّنَ لهمْ أَنَّه الْحق أَوَلمْ يكْفِ بِربكَ أنَّه علَى كلِ شيءٍ شهِيد}.
- {أَفَلمْ يَنْظرُوا إِلى السَّماءِ فَوْقَهمْ كيْفَ بَنَيْناهَا وَزيَّنَّاهَا وَما لَها مِنْ فُروجٍ}.
- {وَالسَّماءَ بَنَيْناهَا بأَيْدٍ وإِنَّا لَموسِعونَ}.
- {تَباركَ الَّذي جعلَ في السَّماء بروجاً وجعَلَ فِيها سِراجاً وَقمراً منيراً}.
تمت الكتابة بواسطة: رشا محمد.