recent
أخر المشاركات

كيفية الثناء على الله ومتى يكون؟

الثناء على الله
ما هو الثناء على الله

حثنا الرسول على الثناء على الله فقال: "إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأ بتمجيدِ ربِّهِ سبحانَهُ والثَّناءِ عليْهِ ثمَّ يصلِّي على النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ثمَّ يدعو".

ما هو الثناء على الله؟

إن الثناء على الله عز وجل هو قول كل ما هو طيب عنه جل في علاه، وشكره على عطائه وكرمه، حيث ينبغي أن يبدأ المسلم الدعاء أولاً بالثناء على الله والصلاة على النبي، ثم يدعو بما يريد، إذ روى فضالة بن عبيد: "سمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رجلاً يدعو في صلاتِه لم يُمجِّدِ اللَّهَ ولم يُصلِّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَجَّلتَ أيُّها المُصلِّي، ثمَّ علَّمَهم رسولُ اللَّهِ وسمعَ رسول اللَّهِ رجلاً يُصلِّي فمجَّدَ اللَّهَ وحمِدَه وصلَّى علَى النَّبيِّ فقالَ رسولُ اللَّهِ: ادعُ تُجبْ وسلْ تُعْطَ".

ويشير الدكتور عبد الرزاق البدر (العالِم الديني) إلى أنه من أهم ضوابط الدعاء أن يستهلّه المسلم بالثناء على رب العالمين بعِظم صفات الكمال، حيث يذكُر كرمه وجوده، يحمده ويُمجّده، ويشكره على آلائه، فذلك الثناء يُعد من أعظم مفاتيح الإجابة.

كيف يكون الثناء على الله وأفضل أوقاته؟

تتمثل كيفية الثناء على الله في أن يداوم المسلم على ذكره والتضرّع إليه في كل وقت وحين، وألا يخلو لسانه من مناجاة المولى عز وجل بعظيم صفاته، ويُستحب أن يبدأ المسلم دعائه في كافة الأوقات بالثناء على ربه سبحانه وتعالى، لما في ذلك من تأدب مع الله وتجميل للدعاء، إضافة إلى أن الثناء على رب العالمين يجعل صيغة الدعاء لائقة بجلالته، مما يعني أنه ليس هناك وقت محدد ليُثني المسلم على المولى جل في علاه.

وفي آيات الذكر الحكيم نجد أن الملائكة الأبرار يثنون على الله عز وجل قبل الدعاء، إذ قال الله تعالى في سورة غافر من الآية السابعة وحتى التاسعة: "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".

كذلك لا تخلو الصلاة من الثناء على الله، فبالنظر إلى تلك العبادة الجليلة، نجد أنها تبدأ بالتكبير، ثم قراءة الفاتحة التي تحتوي على أجّل وأعظم معاني الثناء على الله فهي السبع المثاني كما جاء في الذكر الحكيم، وأيضاً التسبيحات التي يحتوي عليها الركوع والسجود، هي عبارة عن ثناء على المولى جل في علاه، وكافة أركان الصلاة وصولاً إلى التسليم، حيث إن الصلاة الإبراهيمية تحتوي على ثناء وتمجيد لله رب العالمين.

لذا من الممكن أن يستزيد المؤمن من الطاعات، ويثني على الله عز وجل بـ مزيداً من صيغ الثناء خلال صلاته، فبذلك يتقرب إليه عز وجل بالعبادات التي يُحبها، وينال رضوانه في الدنيا والآخرة.

ماهو فضل الثناء على الله؟

  • أن يُثني المسلم على الله جل في علاه، دلالة على أنه يتّبع الهدى ويتمسك بما يمليه عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
  • يُعد الثناء على المولى جل في علاه أهم أسباب محبة الله للعبد ورضاه.
  • يدل على أن العبد مستشعراً لقيمة النعم التي وهبها الله إياه ومدرك فضله عز وجل الكبير عليه.
  • قول أدعية الثناء يجلب الملائكة، وتجعل طريق المسلم محاطاً بتوفيق الرحمن، علاوة على أنها من أهم أسباب قبول الدعاء.
  • أدعية الثناء على الله عز وجل تجعل لسان المسلم رطباً بذكر الله دائماً.

أجمل أدعية الثناء على الله قبل الدعاء

  • "اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ، ولا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ يومَ العَيْلَةِ، و الأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذاً بك من سوءِ ما أُعطِينا، و شرِّ ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، و أحْيِنا مسلمِين و ألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين".
  • "اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق".
  • "يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تَشوي خلقي بالنار".
  • "اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى. أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهَك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال، القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، والخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف الرحيم".

أفضل أدعية الثناء على الله من الكتاب والسنة

جاء في القرآن الكريم وكذلك السيرة النبوية العديد من صيغ الثناء على الله عز وجل، التي لابد وأن نحفظها عن ظهر قلب:

  • يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 255: "اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ".
  • قال تعالى في سورة الحشر الآيتين رقم 23، 24: "هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
  • روى عبد الله بن عباس: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ خَاصَمْتُ، وبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ".
  • روت عائشة أم المؤمنين: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُر بفِراشِه فيُفْرَشُ له فيستقبِلُ القِبلةَ فإذا آوى إليه توسَّد كَفَّه اليُمنى ثمَّ همَس لا ندري ما يقولُ فإذا كان في آخِرِ ذلك رفَع صوتَه فقال اللهمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وربَّ العرشِ العظيمِ إلهُ أو ربُّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ فالِقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بك مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخِذٌ بناصيَتِه اللهمَّ أنت الأوَّلُ فليس قَبلَك شيءٌ وأنت الآخِرُ ليس بعدَك شيءٌ وأنت الظَّاهِرُ فليس فوقَك شيءٌ وأنت الباطِنُ فليس دونَك شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأغْنِنا مِنَ الفقرِ".

تمت الكتابة بواسطة: مروة جمال أحمد.

author-img
موقع محترفين العرب

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent