 |
| ما هي قصة هايدي |
عندما تستطيع فتاة بسيطة أن تأخذك في رحلةٍ جميلةٍ إلى جبال الألب لتتعلم منها حب الوطن والعائلة ومعنى الصداقة ومواجهة التحديات، تكون أمام قصة هايدي بالتأكيد.
ملخص قصة هايدي
تدور أحداث قصة هايدي حول فتاة يتيمة، توفى والدها إثر حادثة سقوط عارضة على رأسه وهي طفلة صغيرة، وبعد مُدّة زمنية قصيرة تُصاب والدتها بحُمى شديدة تؤدي إلى وفاتها، وتنتقل الفتاة ذات الـ 5 سنوات للعيش في أكثر من مكان، فتتناول القصة أسلوب حياة هذه الطفلة ومغامراتها.
حياة هايدي مع العمة
في قريةٍ بعيدةٍ من قُرى سويسرة كانت هناك فتاة صغيرة رائعة الجمال ويتيمة الأم والأب تُدعى هايدي، تعيش مع عمتها (ديتي) التي كانت تهتم بها برعاية وحنان ولكن رغم اهتمام ديتي بها إلّا أن هايدي كانت تشعر بالوحدة في كثير من الأحيان بسبب انشغال عمتها وغيابها المستمر عن هايدي في العمل، لذلك قررت الجدّة إرسال هايدي لتعيش مع جدّها المنعزل والغامض في كوخ صغير في جبال الألب، حيث يمكنهما الاستمتاع بحياة جديدة في قلب الطبيعة بعيداً عن ضوضاء القرية وصخبها.
 |
| هايدي |
وصول هايدي إلى جبال الألب
انتقلت هايدي للعيش مع هذا الجد الذي كان يسكن في كوخٍ بعيدٍ ومُنعزل، ولكن وصول هذه الطفلة البريئة إلى كوخه الصغير أضاف لحياته رونقاً و استطاعت بشخصيتها المرحة والمُفعمة بالحيوية أن تجعله سعيداً ومُشرقاً، ولكن كان هذا الجد شديد الخوف على حفيدته فلم يُرسلها إلى المدرسة لتتلقى تعليمها، وأرسلها لرعي الأغنام مع فتى صغير في القرية يُدعى (بيتر) الذي أصبح صديقها الوحيد وكان يأخذها كل يوم للتجوّل واستكشاف الطبيعة الخلّابة، وكوّنت صداقات في تلك البيئة القاسية مع بعض الحيوانات.
زيارة العمّة
وبعد مدّة من الزمن أتت العمّة ديتي لزيارة هايدي في جبال الألب والاطمئنان عن أحوالها، ولكنها تفاجأت بأن الجد لم يُرسل هايدي إلى المدرسة وأنها تعمل في رعاية الأغنام، شعرت العمّة بالحزن على الطفلة وانزعجت من الجد فقررت إرسال هايدي إلى (فرانكفورت) لتعيش مع أسرة برجوازية هناك، ولديهم طفلة تُدعى (كارلا) وكانت للأسف هذه الطفلة تُعاني من إعاقة بدنيّة تمنعها من المشي.
صداقة هايدي وكارلا
وصلت هايدي وعمّتها إلى القصر في فرانكفورت وبرغم رفض سيدة القصر في بداية الأمر أن تعيش هايدي معهم إلّا أن العمة ديتي تركتها وغادرت، وجدت هايدي صعوبة في التكيّف مع الحياة الجديدة التي تفتقر إلى الحريّة ولكنها استطاعت تكوين علاقة صداقة قويّة مع كارلا، وكانت جدّة كارلا شديدة الصرامة و تقوم بتدريسهما معاً وتُشجّع هايدي لتعلّم القراءة، ولكن كانت طفلتنا تشعر بالحنين للحياة في جبال الألب وتشتاق إلى الكوخ الصغير وحياة الحريّة، فبدأت تظهر عليها أعراض الحزن وقررت العودة إلى جبال الألب، وبعد إصرار هايدي الشديد قام والد كارلا بإيصالها إلى جدّها.
العودة إلى الحريّة
بمجرّد عودتها إلى جبال الألب شعرت هايدي بالسعادة واستعادت طاقتها وحيويّتها، وبدأت في ممارسة تلك الحياة البسيطة والمليئة بالمغامرات في الطبيعة، وبعد مدّة قصيرة أرسلت دعوة إلى صديقتها كارلا كي تأتي لزيارتها، وبمجرد وصول الدعوة إلى كارلا غمرتها السعادة وسارعت في إخبار طبيبها علّه يسمح لها بالذهاب إلى هناك، رفض الطبيب في بداية الأمر ولكن بسبب إصرار كارلا وهايدي ومحاولاتهم المستمرة في إقناعه، وافق الطبيب على زيارة كارلا إلى جبال الألب.
النهاية السعيدة
تصل كارلا وجدّتها إلى جبال الألب وكانت هايدي وجدّها في استقبالهما ورحّبوا بهما كثيراً، وكانت تلك الزيارة هي إشراقة أمل في حياة كارلا فإن استمتاعها بالوقت مع صديقتها المُفضلة هايدي وقضاء أوقات مليئة بالسرور والمغامرات في أحضان الطبيعة كان له تأثير كبير في تحسّن حالتها الصحيّة وعودتها للمشي على قدميها مجدداً، لم يُصدق والد كارلا عندما شاهد ابنته تمشي فكانت تلك النهاية السعيدة هي لوحة مليئة بالألوان المُبهجة التي جعلتنا جميعاً نبتسم في نهاية قصة هايدي.
هل قصة هايدي حقيقية؟
قصة هايدي ليست حقيقية بالمعنى التقليدي بل هي رواية خيالية من الممكن أن تكون أحداثها مستوحاة من الواقع، و تُعتبر القصة من الكلاسيكيات الأدبية للأطفال، وقد حققت شهرة واسعة وتم تحويلها إلى عدّة أفلام كرتون ومسلسلات تلفزيونية، حيث لاقت شخصية هايدي تفاعلاً وتعاطفاً كبيراً من الجمهور مما جعلهم يبحثون عن حقيقة هذه الشخصية، ورغم أن الشخصيات والأحداث خيالية إلّا أن القصة تعكس جمال الطبيعة والثقافة السويسرية، وحملت العديد من الرسائل المهمة مثل الحنين إلى الوطن.
شخصيات قصة هايدي
كان لشخصيات قصة هايدي تأثير كبير بين القرّاء وجميع من شاهدوا القصة على التلفاز، إليك أبرز شخصيات القصة:
هايدي
هي فتاة يتيمة و مرحة ومفعمة بالحيويّة منذ طفولتها، تعشق هايدي جدها ومرتفعات الجبال والحياة البسيطة في أجواء الطبيعة.
الجد
شخصية غريبة الأطوار تعيش في كوخ منعزل في قمة الجبال، وينادى ببعض الترجمات بـ (العم ألب).
أديلهيد
والدة هايدي التي تُوفيت في بداية القصة إثر مرض الحمى بعد فترة قصيرة من موت زوجها.
توبياس
والد هايدي الذي توفيَّ إثر حادثة سقوط عارضة ثقيلة عليه.
ديتي
العمة ديتي هي امرأة أنانية، عاشت هايدي معها بعد فقدان والديها، في بعض الترجمات يُكتب اسمها (ديتا).
بيتر
راعي الأغنام الذي يعيش مع والدته وجدته في كوخ صغير بالقرب من كوخ جد هايدي، وهو صديق هايدي الوحيد في هذه المنطقة.
بريجيت
والدة بيتر والتي يظهر اسمها في بعض الترجمات (بريجيتا) أو (بريدجيت).
جراني
جدّة بيتر العمياء وتربطها علاقة وثيقة بهايدي.
كارلا سيسمان
فتاة مُقعدة لا تستطيع المشي وهي صديقة هايدي المُقرّبة و يُكتب اسمها أيضاً (كلارا) في بعض الترجمات.
هير سيسمان
هو والد كلارا رجل أعمال ناجح يسافر كثيراً في بعض الترجمات يُطَلق عليه (لسيد سيسمان).
فراو سيسمان
والدة هير سيسمان وجدّة كارلا، ساعدت هايدي على تعلم القراءة بنجاح في بعض الترجمات يُشار إليها (السيدة سيسمان).
دكتور كلاسين
هو صديق هير سيسمان.
من هو مؤلف قصة هايدي؟
مؤلفة قصة هايدي هي الكاتبة السويسرية (يوهانا شبيري) التي وُلدت في عام 1827 وتوفيت في عام 1901، وهي من أهم الكاتبات في مجال قصص الأطفال، والتي نسجت شخصية هايدي في خيالها وألّفت قصتها لتُصبح فيما بعد واحدة من أشهر وأحب قصص الأطفال في الأدب العالمي، وقد نُشرت لأول مرة عام 1880، وتُرجمت هذه القصة إلى أكثر من 50 لغة، و تم بيع عدد كبير جداً من النُسخ يفوق الـ 50 مليون نسخة حول العالم، و تم تحويلها إلى أفلام كرتون عام 1974.
ما العبرة من قصة هايدي ؟
قصة هايدي تحمل العديد من العبر والدروس القيّمة، من بينها:
- تُظهر القصة أهمية الروابط الأسرية ودعم الأهل وتبرز كيف يمكن لحب الأجداد أن يكون مصدراً للسعادة والأمان ويكون الأساس في تكوين شخصية الطفل وتطوّره.
- تعكس الرواية جمال الطبيعة ودورها في حياة الإنسان، فالطبيعة تُمثّل مكاناً للشفاء والتجدد، مما يشجع القرّاء على تقدير البيئة المحيطة بهم.
- تُبرز القصة أهمية التعليم والقراءة.
- تعكس القصة قوة الصداقة حيث تُظهر كيف تؤثّر العلاقات مع الأصدقاء على حياتنا وكيف يمكن أن تُقدّم الدعم والتشجيع.
- واجهت هايدي تحديات وصعوبات كثيرة، لكنها ظلّت إيجابية ومُتفائلة، فعكست شخصيتها قوّة التحمل والإصرار في التغلب على العقبات.
- تُبرز القصة أهمية التمسّك بالجذور والتراث الثقافي.
تمت الكتابة بواسطة: سمر درويش.